ثانيا- مَن يستحق الولاء من جهة والبراء من جهة أخرى: مثل المسلم العاصيِ الذي يهمل بعض الواجبات، ويفعل المحرمات التي لا تصل إِلى الكفر؛ فيجب مناصحة هؤلاء، والإنكار عليهم، ولا يجوز السكوت على معاصيهم، بل ينكر عليهم ويؤمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وتقام عليهم الحدود والتعزيرات حتى يكفوا عن معاصيهم، ويتوبوا من سيئاتهم؛ كما فعل النبي- صلى الله عليه وسلم - مع عبد الله بن حمار عندما أُتِيَ به وهو شارب للخمر، ولعنه بعض الصحابة؛ فقال- صلى الله عليه وسلم -: «لاَ تَلْعَنوهُ إِنه يُحب الله وَرَسُولَه» [1] . ومع هذا فقد أَقام عليه الحد.
ثالثا- مَن يستحق البراء المطلق: وهو المشرك والكافر، سواء كان يهوديا، أَو نصرانيا، أَو مجوسيا، أَو ملحدا، أَو وثنيا، وهذا الحكم ينطبق أَيضا على من فعل المكفرات من المسلمين؛ كدعاء غير الله، أو الاستغاثة بغيره، أَو التوكُّل على غيره، أَو سَبِّ الله ورسوله أَو دينه، أَو فصل الدِّين عن الحياة اعتقادا بأنَّ الدِّين لا يلائم هذا العصر، أَو نحو ذلك- بعد [1] رواه البخاري.