ومن أُصول عقيدة السَّلف الصالح، أَهل السنة والجماعة:
أَنَ الإِيمان عندهم: تصديق بالجنانِ، وقول باللسانِ، وعملٌ بالجوارح والأَركانِ، يزيدُ بالطاعةِ، وينقصُ بالمعصيةِ.
والإِيمان [1] قولٌ وعمل:
قولُ القلبِ واللسانِ
وعملُ القلبِ واللسانِ والجوارح. [1] الإيمان: لغة التصديق وإظهار الخضوع والإقرار، وشرعا: جميع الطاعات الباطنة والظاهرة؛ فالباطنة كأعمال القلب وهو تصديق القلب، والظاهرة هي أفعال البدن من الواجبات والمندوبات، وملخصه: هو ما وقر في القلب وصدقه العمل، وبَدَت ثمراتهُ واضحة في امتثال أوامر الله والابتعاد عن نواهيه؛ فإذا تجرد العلم عن العمل؛ فلا فائدة فيه، ولو كان العلم المجرد في العمل ينفعُ أحدا لنفع إِبليس؛ فقد كان يعرف أَن الله واحد لا شريك له، وأَن مصيره لا شك إِليه؛ لكن حين صدر إِليه الأمر من الله تعالى: أَن اسجد لآدم، أبى واستكبر وكان من الكافرين، ولم يشفع له علمه بالوحدانية؛ ذلك أَن العلم المجرد عن العمل لا وزن له عند رب العالمين، وهكذا كان فهم السلف. والإيمان لم يأت في القرآن مجردا عن العمل؛ بل عطف عليه العمل الصالح في كثير من الآيات.