(قد أخرج الإمام البخاري من حديث عثمان بن عبد الله بن موهب قال: جاء رجل من أهل مصر يريد حج البيت فرأى قوماً جلوساً فقال: من هؤلاء القوم؟ قالوا: هؤلاء قريش , قال: فمن الشيخ فيهم؟ قالوا عبد الله بن عمر. قال: يا ابن عمر , إني سائلك عن شيء فحدثني عنه. هل تعلم أن عثمان فرَّ يوم أحد؟ قال: نعم. فقال: تعلم أنه تغيب عن بدر ولم يشهد؟ قال: نعم. قال: تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم. قال الله أكبر! قال ابن عمر , وتعال أبين لك. أما فرارهُ يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه وغفر [1] له. وأما تغيبه عن بدر فإنه كان تحته بنتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت مريضة فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن لك أجر رجل ممن شهد بدر وسهمه. وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فلو كان أحدٌ أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه , فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -عثمان وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده اليمنى (هذه يد عثمان) فضرب بها على يده فقال (هذه لعثمان) ثم قال له ابن عمر: اذهب بها الآن معك) [2] .
الرد على التهمة السابعة عشر: - [1] -قلت: ابن عمر يشير إلى الآية (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله ُ عنهم إن الله غفورٌ رحيم) آل عمران 155 [2] - البخاري كتاب فضائل الصحابة ج4-ص208 نقلا عن حاشية محب الدين ص104