هذا القاضي أبو بكر ابن العربي المتوفى 543هـ رحمه الله يرد على هذه التهمه فيقول: أما ضرب عثمان لابن مسعود فهو زور وكذب، وعند ولاية عثمان كان ابن مسعود والياً لعمر على أموال الكوفة وسعد بن أبي وقاص واليًا على صلاتها وحربها فاختلف سعد وابن مسعود على قرض استقرضه سعد فعزل عثمان سعداً وأبقى ابن مسعود إلى هنا لا يوجد بين ابن مسعود وخليفته إلا الصفو، فعزم عثمان على تعميم مصحف واحد في العالم الإسلامي يجمع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -على أنه هو المصحف الكامل الموافق لآخر عرضة عرض بها كتاب الله عز وجل على رسوله - صلى الله عليه وسلم -قبل وفاته , وكان ابن مسعود يود لو أن كتابة المصحف أنيطت به وكان أيضاً يود لو يبقى مصحفه الذي كان يكتبه لنفسه فيما مضى، فجاء عمل عثمان على خلاف ما كان يود ابن مسعود في الحالتين: أما اختيار عثمان زيد بن ثابت لكتابة المصحف الموحد فلأن أبا بكر وعمر اختاراه قبل ذلك لهذا العمل في خلافة أبي بكر بل إن أبا بكر وعمر اختارا زيد بن ثابت لأنه هو الذي حفظ العرضة الأخيرة لكتاب الله على الرسول - صلى الله عليه وسلم - قبيل وفاته , فكان عثمان على حق في هذا وهو يعلم كما يعلم سائر الصحابة - مكانة ابن مسعود وعلمه وصدقه وإيمانه ثم أن عثمان كان على حق في غسل المصاحف الأخرى كلها ومنها مصحف ابن مسعود لأن توحيد كتابة المصحف على أكمل ما كان في استطاعة البشر هو من أعظم أعمال عثمان بإجماع الصحابة وكانت جهود الصحابة في كل ذلك مع عثمان على ابن مسعود (1)
الرد على التهمة الثالثة: -
(1) - منهاج السنة النبوية لأبن تيميه نقلاً عن حاشية محب الدين الخطيب على العواصم (3/191-192)