responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهدية الهادية إلى الطائفة التجانية نویسنده : الهلالي، محمد تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 69
معلق للفعل عن العمل، أو ما بعد سد مسد المفعولين، وقال الإمام بن جرير الطبري أفضل المفسرين بعد الصحابة في تفسير هذه الآية ما نصه:
وقوله: {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ما كنت تدري يا محمد، أي شيء الكتاب ولا الإيمان، اللذين أعطيناكهما، ولكن جعلناه نورا، هذا القرآن وهو الكتاب نورا يعني ضياءا للناس، يستضيئون بضوئه الذي بين الله فيه، وهو بيانه الذي فيه مما لهم فيه من العمل به الرشاد، ومن النار النجاة {نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} يقول نهدي به من نشاء هدايته إلى الطريق المستقيم من عبادنا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ذكر من قال ذلك، ثم روى بسنده إلى السدي، قال {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} يعني محمدا صلى الله عليه وسلم، {وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} يعني القرآن، وقال جل ثناؤه: {وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ} فوحد الهاء، وقد ذكر قبل الكتاب والإيمان، لأنه قصد به الخبر عن الكتاب. وقال بعضهم عنى به الإيمان والكتاب، ولكن وحد الهاء لأن الأسماء الأفعال يجمع جميعها الفعل كما يقال؛ إقبالك وإدبارك يعجبني، فيوحد وهما اثنان انتهى بلفظه.
وقال الإمام البغوي في تفسيره لهذه الآية ما نصه: {7د9؛x‹x.ur} أي كما أوحينا إلى سائر رسلنا، {أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} قال ابن عباس نبوة قال الحسن رحمة وقال السدي ومقاتل وحيا، وقال الكلبي كتابا وقال الربيع جبريل، وقال مالك بن دينار يعني القرآن: {مَا كُنْتَ تَدْرِي} قبل الوحي، {مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} يعني شرائع الإيمان ومعالمه، قال محمد بن إسحاق بن خزيمة الإيمان في هذا الموضع الصلاة ودليله قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} وأهل الأصول على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا مؤمنين قبل الوحي، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قبل الوحي على دين إبراهيم ولم يتبين له شرائع دينه {وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا} قال ابن عباس يعني الإيمان.
فقد علمت من كلام هذين الإمامين ومن نقلا عنهم من أئمة التفسير من السلف الصالح أن النبي صلى الله عليه وسلم، لم يكن نبيا إلا بعد نزول الوحي عليه، فادعاء أنه كان نبيا بالفعل قبل أن يولد ويوجد جسده الشريف من أبين الباطل، ويدل على ذلك حديث بدء الوحي، وأدلة لا تعد ولا تحصى.
منها؛ قوله تعالى في سورة الضحى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) } فمعناه شبيه بمعنى آية سورة الشورى، كما قال الحافظ ابن كثير، وأما الحديث (أول ما خلق الله نوري) فقد

نام کتاب : الهدية الهادية إلى الطائفة التجانية نویسنده : الهلالي، محمد تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست