نام کتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام نویسنده : أحمد عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 139
إن تجربة الإسلام في عرب الجزيرة العربية نموذج فريد في التاريخ. وأذكر في هذا المقام مقالة الإنجليزي أرنولد توينبي قال فيها: لكي ندرك ما فعله الإسلام بالعرب -بمقاييس العصر- نتصور دولة في حجم كوبا تظهر فجأة، ثم تستولي على نصف الولايات المتحدة الأمريكية وتخضع لها روسيا بأكملها.
ومن الواضح أن ترينبي ضرب المثل بهاتين الدولتين الكبيرتين باعتبارهما القوتين الأعظم في النصف الثاني من القرن العشرين، ويناظرهما في القرن السابع الميلادي: الإمبراطورية الرومانية، والإمبراطورية الفارسية على الترتيب.
"ي" هو نبي البر الذي يعظم شريعة الله: "الرب قد سر من أجل بره، يعظم الشريعة ويكرمها".
إن بر نبي الإسلام ورحمته بالناس جميعًا أمر يشهد به الجميع حتى من غير المسلمين، ومنهم عتاة تطاولوا على الإسلام ونبيه، ولقد حدث أن مرت جنازة يهودي فوقف النبي تكريمًا للأخوة الإنسانية، فإذا ببعض الصحابة يقول له: إنها ليهودي -وقد علم ما أصاب النبي والمسلمين من أذى على يد اليهود تمثل في مؤامرات وفتن وحرب نفسية وحروب دموية -فأمسك عليه النبي اعتراضه قائلًا: "أليست نفسًا؟! "
صدق القرآن: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] .
ثانيًا -بشارات العهد الجديد:
1- "النبي" المرتقب:
ظهر يوحنا المعمدان "يحيى بن زكريا" نبيًّا في اليهود في مطلع القرن الأول من الميلاد ليبشر بالمسيح -قريبه الذي ولد معه في نفس العام- ويمهد له الطريق.
وعند ما ظهر يوحنا كان اليهود يعلمون يقينًا من نبوءات كتبهم أنه لا يزال هناك في عالم الأنبياء ثلاثة لم يظهروا بعد ولذلك أرسلوا إليه يسألونه.
نام کتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام نویسنده : أحمد عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 139