responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملل والنحل نویسنده : الشهرستاني    جلد : 1  صفحه : 60
[4]- الخابطية والحدثية:
الخابطية: أصحاب أحمد بن خابط[1]، وكذلك الحدثية أصحاب الفضل الحدثي[2]، كانا من أصحاب النظام وطالعا كتب الفلاسفة أيضا، وضما إلى مذهب النظام ثلاث بدع:
البدعة الأولى: إثبات حكم من أحكام الإلهية في المسيح عليه السلام موافقة للنصارى على اعتقادهم أن المسيح هو الذي يحاسب الخلق في الآخرة، وهو المراد بقوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [3] وهو الذي يأتي في ظلل من الغمام، وهو المعني بقوله تعالى: {أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} [4] وهو المراد بقول النبي عليه الصلاة والسلام: "إن الله تعالى خلق آدم على صورة الرحمن" وبقوله: "يضع الجبار قدمه في النار" وزعم أحمد بن خابط[5] أن المسيح تدرع بالجسد الجسماني وهو والكلمة القديمة المتحدة كما قالت النصارى.

[1] توفي أحمد بن خابط سنة 232هـ.
[2] توفي الفضل الحدثي سنة 257.
[3] الفجر آية 22.
[4] الأنعام آية 158.
[5] تكلم عبد القاهر البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق ص 166 ط مؤسسة نشر الثقافة الإسلامية بالقاهرة سنة 1948، فمما قاله:
"إن ابن خابط وفضلا الحدثي زعما أن للخلق ربين وخالقين: أحدهما قديم وهو الله. والآخر مخلوق وهو عيسى ابن مريم. وزعما أن المسيح ابن الله على معنى دون الولادة، وزعما أن المسيح هو الذي يحاسب الخلق في الآخرة، وهو الذي عناه الله بقوله -وجاء ربك والملك صفا صفا- وهو الذي يأتي في ظلل من الغمام، وهو الذي خلق آدم على صورة نفسه، وذلك تأويل ما روى أن الله تعالى خلق آدم على صورته، وزعم أنه هو الذي عناه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر" وهو الذي عناه بقوله "إن الله تعالى خلق العقل فقال له: أقبل، فأقبل، وقال له: أدبر، فأدبر، فقال ما خلقت خلقا أكرم منك، وبك أعطي، وبك آخذ" وقالا: إن المسيح تدرع جسدا، وكان قبل التدرع عقلا". قال عبد القاهر: "قد شارك هذان الكافران الثنوية والمجوس في دعوى خالقين، وقولهما شر من قولهم، لأن الثنوية والمجوس أضافوا اختراع جميع الخيرات إلى الله تعالى، وإنما أضافوا فعل الشرور إلى الظلمة وإلى الشيطان. وأضاف ابن خابط وفضل الحدثي فعل الخيلات كلها إلى عيسى ابن مريم، وأضافا إليه محاسبة الخلق في الآخرة. والعجب من قولهما إن عيسى خلق جده آدم عليه السلام. فيا عجبا من فرع يخلق أصله. ومن عد هذين الضالين من فرق الإسلام كمن عد النصارى من فرق الإسلام".
نام کتاب : الملل والنحل نویسنده : الشهرستاني    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست