responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المقصد الأسنى نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 154
الزّجاج وَالْخمر إِذا رأى زجاجة فِيهَا خمر لَا يدْرك تباينهما فَتَارَة يَقُول لَا خمر وَتارَة يَقُول لَا زجاجة كَمَا عبر عَنهُ الشَّاعِر حَيْثُ قَالَ
رق الزّجاج وراقت الْخمر ... فتشابها فتشاكل الْأَمر
فَكَأَنَّمَا خمر وَلَا قدح ... وكأنما قدح وَلَا خمر
وَقَول من قَالَ مِنْهُم أَنا الْحق فإمَّا أَن يكون مَعْنَاهُ معنى قَول الشَّاعِر
أَنا من أَهْوى وَمن أَهْوى أَنا ...
وَإِمَّا أَن يكون قد غلط فِي ذَلِك كَمَا غلط النَّصَارَى فِي ظنهم اتِّحَاد اللاهوت بالناسوت
وَقَول أبي يزِيد رَحمَه الله إِن صَحَّ عَنهُ سبحاني مَا أعظم شأني إِمَّا أَن يكون ذَلِك جَارِيا على لِسَانه فِي معرض الْحِكَايَة عَن الله عز وَجل كَمَا لَو سمع وَهُوَ يَقُول لَا إِلَه إِلَّا أَنا فاعبدني لَكَانَ يحمل على الْحِكَايَة وَإِمَّا أَن يكون قد شَاهد كَمَال حَظه من صفة الْقُدس على مَا ذكرنَا فِي الترقي بالمعرفة عَن الموهومات والمحسوسات وبالهمة عَن الحظوظ والشهوات فَأخْبر عَن قدس نَفسه وَقَالَ سبحاني وَرَأى عظم شَأْنه بِالْإِضَافَة إِلَى شَأْن عُمُوم الْخلق فَقَالَ مَا أعظم شأني وَهُوَ مَعَ ذَلِك يعلم أَن قدسه وَعظم شَأْنه بِالْإِضَافَة إِلَى الْخلق وَلَا نِسْبَة لَهُ إِلَى قدس الرب تَعَالَى وتقدس وَعظم شَأْنه وَيكون قد جرى هَذَا اللَّفْظ فِي سكره وغلبات حَاله فَإِن الرُّجُوع إِلَى الصحو واعتدال الْحَال يُوجب حفظ اللِّسَان عَن الْأَلْفَاظ الموهمة وَحَال السكر رُبمَا لَا يحْتَمل ذَلِك فَإِن جَاوَزت هذَيْن التَّأْويلَيْنِ إِلَى الِاتِّحَاد فَذَلِك محَال قطعا فَلَا ينظر إِلَى مناصب الرِّجَال حَتَّى يصدق بالمحال بل يَنْبَغِي أَن يعرف الرِّجَال بِالْحَقِّ لَا الْحق بِالرِّجَالِ
وَأما الْقسم الْخَامِس وَهُوَ الْحُلُول فَذَلِك يتَصَوَّر أَن يُقَال إِن الرب

نام کتاب : المقصد الأسنى نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست