نام کتاب : المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها نویسنده : عواجي، غالب بن علي جلد : 2 صفحه : 1289
والهبات فوائد اجتماعية وسلوكية عديدة, وحرَّم الإسلام الرجوع في الهدية, واعتبر العائد فيها كالكلب الذي يقي ثم يأكل قيئه, قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه" [1]، تنفيرًا عن الرجوع فيهما؛ لأنَّ الرجوع فيهما يبعث على الحقد والعداوة الشديدة؛ ولأن المقصود بها التكرمة ورفع الحاجة عن مَنْ كان محتاجًا إليهما, فالعودة فيهما إخلال بهذا المسلك, وعدم التكافل المطلوب, إضافة إلى ما يجده المهديّ إليه من إنكسار قلبه عند رد الهدية, والوحشة التي تحصل عنده من المهدي, وفي الغالب أن الهدايا قد تكون لأشخاص لا تربطهم بالمهدي إلّا الصداقة, ولا يكونون مِمَّن تلزمه نفقته والقيام بمصالحه, والحديث يذم كل من عاد في هبته لأي شخص تُقَدَّم له الهدية, سواء أكان قريبًا أو بعيدًا, والله أعلم. ولا يجوز أن تشتمل الهبة على مضرّة الآخرين أو مُحَرَّم وكذلك الهدية.
المسألة الثانية عشرة: التكافل الأسري
ومن الإرشادات الاقتصادية في الإسلام التكافل الأسري, فمن الأمور المعلومة أن المذاهب الوضعية لا تنظر إلى تلاحم الأسر خصوصًا الشيوعية, أما الإسلام فإنه يحرص أشد الحرص على تماسك الأسرة فيما بينهم , وإشاعة العطف بين كل أفرادها, ويدعوهم إلى أن يكمل بعضهم بعضًا بأن يعطف الغني على الفقير, وأن لا ينسوا الفضل بينهم, وأن يكونوا كالبنيان المرصوص يكمل بعضه بعضًا ويشده, وقد رغَّب في الصدقة على المحتاج [1] رواه البخاري ج2، ص925، ومسلم ج3، ص1241.
نام کتاب : المذاهب الفكرية المعاصرة ودورها في المجتمعات وموقف المسلم منها نویسنده : عواجي، غالب بن علي جلد : 2 صفحه : 1289