والملائكة والعلماء، ونوع يتعلق بالأحكام. فأما ما يتعلق بالله سبحانه وتعالى إذا وصف الله سبحانه بما لا يليق به: بأن شبه الله بشيء من المخلوقات، أو نفى صفاته، أو قال بالحلول والإتحاد، أو معه قديم غيره. أو معه مدبر مستقل غيره، أو اعتقد أنه سبحانه جسم، أو محدث، أو غير حي، أو اعتقد أنه لا يعلم الجزيئات، أو سخر باسم من أسمائه، أو أمر من أوامره، أو وعيده، أو وعده، أو أنكرهما، أو سجد لغير الله تعالى، أو سب الله سبحانه، أو دعي أن له ولد وصاحبة، أو متولد بشيء كائن عنه، أو أشرك بعبادته شيئا من خلقه، أو افترى على الله سبحانه وتعالى الكذب بادعاء الإلهية والرسالة، أو نفى أن يكون خالقه ربه وقال ليس لي ربا، أو قال لذرة من الذرات هذه خلقت عبثا ومهملا، وما أشبه ذلك مما لا يليق به: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً} يكفر في هذه الوجوه كلها بالإجماع، سواء فعله عمدا أو هزلا ويقتل إن أصر على ذلك، وإن تاب تاب الله عليه وسلم من القتل. انتهى كلامه بحروفه. فتأمل رحمك الله تصريحه بأن من أشرك في عبادة الله غيره أنه يكفر بالإجماع، ويقتل إن أصر على ذلك. والعبادة التي لا تصلح إلا لله ولا يجوز أن يشرك معه فيها غيره أنواع: منها الدعاء لجلب خير أو دفع ضر، قال الله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} وقال تعالى {ادْعُونِي أَسْتَجِب كُمْ} وقال: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ} الآية، وقال تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس: "إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله". ومن أنواع العبادة الصلاة فلا يصلي إلا لله، ولا يسجد ولا يركع إلا لله وحده، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الآية، وقال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر} أي أخلص لربك الصلاة والنحر لا شريك له في ذلك، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لعن الله من ذبح لغير الله" وقد قرن الله بين هاتين العبادتين الصلاة والنسك - في هاتين الآيتين، فإذا كان من صلى