responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 3  صفحه : 22
أَمر باعتقاد إبِْطَال شَيْء مَا وَهَذَا كُله يجمعه فعل أَو ترك فأخبرونا هَل يقدر السَّاكِن الْمَأْمُور بالحركة على الْحَرَكَة حَال السّكُون أَو يقدر المتحرك الْمَأْمُور بِالسُّكُونِ على السّكُون فِي حَال الْحَرَكَة وَعَن مُعْتَقد إبِْطَال شَيْء مَا وَهُوَ مَأْمُور باعتقاد إثْبَاته هَل يقدر فِي حَال اعْتِقَاده إِبْطَاله على اعْتِقَاد إثْبَاته أم لَا وَعَن مُعْتَقد إِثْبَات شَيْء مَا وَهُوَ مَأْمُور باعتقاد إِبْطَاله هَل يقدر فِي حَال اعْتِقَاده إثْبَاته على اعْتِقَاد إِبْطَاله أم لَا وَعَن الْمَأْمُور بِالتّرْكِ وَهُوَ فَاعل مَا أَمر يتْركهُ أيقدر على تَركه فِي حَال فعله فَيكون فَاعِلا لشَيْء تَارِكًا لذَلِك الشَّيْء مَعًا أم لَا فَإِن قَالُوا نعم هُوَ قَادر على ذَلِك كابروا العيان وخالفوا الْمَعْقُول والحس وأجازوا كل طَاعَة من كَون الْمَرْء قَاعِدا قَائِما مَعًا ومؤمناً بِاللَّه كَافِرًا بِهِ مَعًا وَهَذَا أعظم مَا يكون من الْمحَال الْمُمْتَنع وَإِن قَالُوا أَنه لَا يقدر قدرَة تَامَّة يكون بهَا الْفَاعِل لشَيْء هُوَ فَاعل لخلافه قَالُوا الْحق وَرَجَعُوا إِلَى أَنه لَا يَسْتَطِيع أحد استطاعة تَامَّة يَقع بهَا الْفِعْل إِلَّا حَتَّى يَفْعَله وكل جَوَاب أجابوا بِهِ هَا هُنَا فَإِنَّمَا هُوَ إِيهَام وَلَو أذو مدافعة بِالروحِ لِأَنَّهُ إِلْزَام ضَرُورِيّ حسي مُتَيَقن لَا محيد عَنهُ وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيق فَإِن قَالُوا لسنا نقُول أَنه يقدر على أَن يجمع بَين الْفِعْلَيْنِ المتضادين مَعًا ولكننا قُلْنَا أَنه قَادر على أَن يتْرك مَا هُوَ فِيهِ وَيفْعل مَا أَمر بِهِ قيل لَهُم هَذَا هُوَ نَفسه الَّذِي أردنَا مِنْكُم وَهُوَ أَنه لَا يقدر قدرَة تَامَّة وَلَا يَسْتَطِيع استطاعة تَامَّة على فعل مَا دَامَ فَاعِلا لما يمانعه فَإِذا ترك كل ذَلِك وَشرع فِيمَا أَمر بِهِ فَحِينَئِذٍ تمت قدرته واستطاعته لَا بُد من ذَلِك وَهَذَا هُوَ نفس مَا موهوا بِهِ فِي سُؤَالهمْ لنا هَل أَمر الله تَعَالَى العَبْد بِمَا يَسْتَطِيع قبل أَن يَفْعَله أم بِمَا لَا يَسْتَطِيع حَتَّى يَفْعَله وَهَذَا لَهُم لَازم لأَنهم شنعوه وعظموه وأنكروه وَنحن لَا ننكره وَلَا نرى ذَلِك إلزاماً صَحِيحا فقبحه عَائِد عَلَيْهِم وَإِنَّمَا يلزمم الشَّيْء من يُصَحِّحهُ وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيق
قَالَ أَبُو مُحَمَّد وَقد أجَاب فِي هَذِه الْمَسْأَلَة عبد الله بن أَحْمد الكعبي الْبَلْخِي أحد رُؤَسَاء الْأَصْلَح من العتزلة بِأَن قَالَ إننا لَا نَخْتَلِف فِي أَن الله عز وَجل قَادر على تسكين المتحرك وتحريك السَّاكِن وَلَيْسَ يُوصف بِالْقُدْرَةِ على أَن يَجعله سَاكِنا متحركاً مَعًا
قَالَ أَبُو مُحَمَّد وَلَيْسَ كَمَا قَالَ الْجَاهِل الملحد فِيمَا وصف الله تَعَالَى بِهِ بل الله تَعَالَى قَادر على أَن يَجْعَل الشَّيْء سَاكِنا متحركاً مَعًا فِي وَقت وَاحِد من وَجه وَاحِد وَلَكِن كَلَام الْبَلْخِي هَذَا لَازم لمن الْتزم هَذِه الْكَفَرَة الصلعاء (1) من أَن الله تَعَالَى لَا يُوصف بِالْقُدْرَةِ على الْمحَال وَيُقَال لَهُم لم لَا يُوصف بِالْقُدْرَةِ على ذَلِك لِأَن لَهُ قدرَة على ذَلِك وَلَا يُوصف بهَا أم لِأَنَّهُ لَا قدرَة لَهُ على ذَلِك وَلَا محيد لَهُم عَن هَذَا وَهَذِه طَائِفَة جعلت قدرَة الله تَعَالَى متناهية بل قطعُوا قطعا بِأَنَّهُ تَعَالَى لَا يقدر على الشَّيْء حَتَّى يَفْعَله وَهَذَا كفر مُجَرّد لَا خَفَاء بِهِ ونعوذ بِاللَّه من الخذلان
قَالَ أَبُو مُحَمَّد وَيُقَال للمعتزلة أَيْضا أَنْتُم مقرون أَيْضا مَعنا بِأَن الله تَعَالَى لم يزل عليماً بِأَن كل كَائِن فَإِنَّهُ سَيكون على مَا هُوَ عَلَيْهِ إِذا كَانَ وَلم يزل الله تَعَالَى يعلم أَن فلَانا سيطا فُلَانَة فِي وَقت كَذَا فَتحمل مِنْهُ بِولد يخلقه الله تَعَالَى من منيهما الْخَارِج مِنْهُمَا عِنْد جمَاعه إِيَّاهَا وَأَنه يعِيش

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 3  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست