أَسمَاء بن خَارِجَة فَقَالَ قد سجع بِي أَبُو إِسْحَاق وَأَنه سيحرق دَاري وهرب من دَاره وَبعث الْمُخْتَار الى دَاره من أحرقها بِاللَّيْلِ وَأظْهر من عِنْده ان نَارا من السَّمَاء نزلت فاحرقها ثمَّ إِن اهل الْكُوفَة خَرجُوا على الْمُخْتَار لما تكهن وَاجْتمعت السبابية اليه مَعَ عبيد اهل الْكُوفَة لانه وعدهم أَن يعطيهم أَمْوَال ساداتهم وَقَاتل بهم الخارجين عَلَيْهِ فظفر بهم وَقتل مِنْهُم الْكثير وَأسر جمَاعَة مِنْهُم وَكَانَ فِي الأسراء رجل يُقَال لَهُ سراقَة بن مرداس البارقى فَقدم الى الْمُخْتَار وَخَافَ البارقى أَن يَأْمر بقتْله فَقَالَ للَّذين أسروه وقدموه الى الْمُخْتَار مَا أَنْتُم أسرتمونا وَلَا أَنْتُم هزمتمونا بعدتكم وانما هَزَمْنَا الْمَلَائِكَة الَّذين رأيناهم على الْخَيل البلق فَوق عسكركم فأعجب الْمُخْتَار قَوْله هَذَا فاطلق عَنهُ فلحق مُصعب بن الزبير بِالْبَصْرَةِ وَكتب مِنْهَا الى الْمُخْتَار هَذِه الابيات ... أَلا أبلغ أَبَا إِسْحَق أَنى
رَأَيْت البلق دهما مصمتات ... أرى عينى مَا لم تنظراه
كِلَانَا عَالم بالترهات ... كفرت بوحيكم وَجعلت نذرا
على قتالكم حَتَّى الْمَمَات ...
وفى هَذَا الَّذِي ذَكرْنَاهُ بَيَان سَبَب كهَانَة الْمُخْتَار ودعواه الوحى اليه واما سَبَب قَوْله بِجَوَاز البدء على الله عز وَجل فَهُوَ أَن ابراهيم بن الأشتر لما بلغه أَن الْمُخْتَار تكهن وَادّعى نزُول الْوَحْي