اذا كَانَ ذَا علم وعقل وَقَالُوا ان اسماء الله تَعَالَى على ثَلَاثَة اقسام قسم مِنْهَا يدل على ذَاته كالواحد والغنى والاول وَالْآخر والجليل والجميل وَسَائِر مَا اسْتَحَقَّه من الاوصاف لنَفسِهِ وَقسم مِنْهَا يُفِيد صِفَاته الأزلية الْقَائِمَة بِذَاتِهِ كالحى والقادر والعالم والمريد والسميع والبصير وَسَائِر الاوصاف المشتقة من صِفَاته الْقَائِمَة بِذَاتِهِ وَهَذَا الْقسم من اسمائه مَعَ الْقسم الذى قبله لم يزل الله تَعَالَى بهما مَوْصُوفا وَكِلَاهُمَا من اوصافه الأزلية وَقسم مِنْهَا مُشْتَقّ من افعاله كالخالق والرازق والعادل وَنَحْو ذَلِك وكل اسْم اشتق من فعله لم يكن مَوْصُوفا بِهِ قبل وجود افعاله وَقد يكون من اسمائه مَا يحْتَمل مَعْنيين أَحدهمَا صفة ازلية وَالْآخر فعل لَهُ كالحكيم إِن أخذناه من الْحِكْمَة الَّتِى هى الْعلم كَانَ من اسمائه الازلية وان أخذناه من احكام افعاله واتقانها كَانَ مشتقا من فعله وَلم يكن من أَوْصَافه الازلية
وَقَالُوا فِي الرُّكْن السَّادِس وَهُوَ الْكَلَام فِي عدل الاله سُبْحَانَهُ وحكمته ان الله سُبْحَانَهُ خَالق الاجسام والاعراض خَيرهَا وشرها وانه خَالق اكساب الْعباد وَلَا خَالق غير الله خلاف قَول من زعم من الْقَدَرِيَّة أَن الله تَعَالَى لم يخلق شَيْئا من اكساب الْعباد وَخلاف قَول الْجَهْمِية ان الْعباد غير مكتسبين وَلَا قَادِرين