وأكفروا من زعم من الْقَدَرِيَّة والرافضة أَن الله تَعَالَى مَا كلف أحدا مَعْرفَته كَمَا ذهب اليه ثُمَامَة والجاحظ وَطَائِفَة من الرافضة وَاتَّفَقُوا على أَن كل علم كسبى نظرى يجوز أَن يجعلنا الله تَعَالَى مضطرين الى الْعلم بمعلومه واكفروا من زعم من الْمُعْتَزلَة أَن الْمعرفَة بِاللَّه عز وَجل فى الْآخِرَة مكتسبة من غير اضطرار الى معرفتة وَاتَّفَقُوا على أَن اصول احكام الشَّرِيعَة الْقُرْآن وَالسّنة وَإِجْمَاع السّلف واكفروا من زعم من الرافضة أَن لَا حجَّة الْيَوْم فِي الْقُرْآن وَالسّنة لدعواه فِيهَا أَن الصَّحَابَة غيروا بعض الْقُرْآن وحرفوا بعضه واكفروا الْخَوَارِج الَّذين ردوا جَمِيع السّنَن الَّتِى رَوَاهَا نقلة الاخبار لقَولهم بتكفير نَاقِلِيهَا واكفروا النظام فِي انكاره حجَّة الاجماع وَحجَّة التَّوَاتُر وَقَوله بِجَوَاز اجْتِمَاع الامة على الضَّلَالَة وَجَوَاز تواطؤ أهل التَّوَاتُر على وضع الْكَذِب فَهَذَا بَيَان مَا اتّفق عَلَيْهِ أهل السّنة من مسَائِل الرُّكْن الأول
واما الرُّكْن الثانى وَهُوَ الْكَلَام فى حُدُوث الْعَالم فقد أَجمعُوا على ان الْعَالم كل شىء هُوَ غير الله عز وَجل وعَلى ان كل مَا هُوَ غير الله تَعَالَى وَغير صِفَاته الازلية مَخْلُوق مَصْنُوع وعَلى ان صانعه لَيْسَ بمخلوق وَلَا مَصْنُوع وَلَا هُوَ من جنس الْعَالم وَلَا من جنس شىء من اجزاء الْعَالم واجمعوا على ان اجزاء الْعَالم قِسْمَانِ