وان ظفروا بِمُسلم لم يره الْمُؤَذّن الذى فى مَسْجِدهمْ قَتَلُوهُ واخفوه غير انهم مقهورون بعامة الْمُسلمين فى ناحيتهم وَالْحَمْد لله على ذَلِك واما الحلمانية من الحلولية فهم المنسوبون الى ابى حلمان الدمشقى وَكَانَ اصله من فَارس ومنشؤه حلب واظهر بدعته بِدِمَشْق فنسب لذَلِك اليها وَكَانَ كفره من وَجْهَيْن احدهما انه كَانَ يَقُول بحلول الاله فى الاشخاص الْحَسَنَة وَكَانَ مَعَ اصحابه اذا رَأَوْا صُورَة حَسَنَة سجدوا لَهَا يوهمون ان الاله قد حل فِيهَا وَالْوَجْه الثانى من كفره قَوْله بالاباحة ودعواه ان من عرف الاله على الْوَصْف الذى يَعْتَقِدهُ هُوَ زَالَ عَنهُ الْخطر وَالتَّحْرِيم واستباح كل مَا يستلذه ويشتهيه قَالَ عبد القاهر رَأَيْت بعض هَؤُلَاءِ الحلمانية يسْتَدلّ على جَوَاز حُلُول الاله فى الاجساد بقول الله تَعَالَى للْمَلَائكَة فى آدم {فَإِذا سويته ونفخت فِيهِ من روحي فقعوا لَهُ ساجدين} وَكَانَ يزْعم ان الاله انما أَمر الْمَلَائِكَة بِالسُّجُود لآدَم لانه كَانَ قد حل فى آدم وانما حلّه لانه خلقه فى احسن تَقْوِيم وَلِهَذَا قَالَ {لقد خلقنَا الْإِنْسَان فِي أحسن تَقْوِيم} فَقلت لَهُ اخبرنى عَن الْآيَة الَّتِى استدللت بهَا فى امْر الله الْمَلَائِكَة بِالسُّجُود لآدَم عَلَيْهِ السَّلَام وَالْآيَة الناطقة بَان الانسان مَخْلُوق فى احسن تَقْوِيم هَل اريد بهما جَمِيع النَّاس على الْعُمُوم ام