نام کتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 216
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ولا أدري كيف يعقل أن يقبل الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري وغيره من كبار الصحابة قيادة يزيد بن معاوية عليهم، وهو على ما وصفه أعداء الإسلام من سوء السيرة. {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً} . م.
استقامته على جادة الإسلام أن قال فيه أمثال قتادة ومجاهد وأبي إسحاق السبيعي- وكلهم من الأئمة الأعلام-: كان معاوية هو المهدي والذي يتتبع سيرة معاوية في حكمه يرى أن حكومته في الشام كانت حكومة مثالية في العدلن والتراحم والتآسي، لم يخير بين الطيب والأطيب إلا اختار الأطيب على الطيب. فإذاكان هذا المسلك في أربعين سنة يؤهل الأمير المسلم للخلافة على المسلمين وقد ارتضواه لذلك واغتبطوا به فهو خليفة، ومن سماه ملكا لا يستطيع أن يكابر في أنه من أرحم ملوك الإسلام وأصلحهم. كنا أيام طلب العلم في القسطنطينية في مجلس للطلبة يتناقشون في موضوع سيرة معاوية وخلافته، وكان ذلك في أيام السلطان عبد الحميد. فوقف صديقي الشهيد السعيد عبد الكريم قاسم الخليل - وكان شيعيا- فقال: أنتم تسمون سلطاننا خليفة، وأنا أخوكم الشيعي أعلن أن يزيد بن معاوية كان بسيرته الطيبة أحق بالخلافة وأصدق عملا بالشرع المحمدي من خليفتنا، فكيف بأبيه معاوية. على أن معاوية كان يقول عن نفسه- فيما رواه خيثمة عن هارون بن معروف عن ضمرة عن ابن شوذب-: أنا أول الملوك وآخر الخليفة. وقتدم حيث معمر عن الزهري أن معاوية عمل سنتين عمل عمر ما يخرم فيه. وقد أشرنا هناك إلى اختلاف البيئة وتأثيرها في أنظمة الحكم، بل إن معاوية نفسه ذكر ذلك لعمر لما قدم عمر الشام وتلقاه معاوية في موكب عظيم فاستنكر عمر ذلك، واعتذر له معاوية بقوله: أنا بأرض جواسيس العدو فيها كثيرة، فيجب أن نظهر من عز السلطان ما يكون فيه عز للإسلام وأهله ونرهبهم به. فقال عبد الرحمن بن عوف لعمر: ما أحسن ما صدر عما أوردته فيه يا أمير المؤمنين فقال عمر: ما أجل ذلك جشمناه ما جشمناه. البداية والنهاية 124: 8-125. وسيرة عمر التي اول معاوية أن يسير عليها سنين كانت المثل الأعلى في بيته، وكان يزيد يحدث نفسه بالتزامها. روى ابن ابي الدنيا عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني الحافظ عن رشدين المصري عن عمرو بن الحارث الأنصاري المصري بن بكير بن الأشج المخزومي المدنيثم المصري أن معاوية قال ليزيد: كيف تراك فاعلا إن وليت؟ قال: كنت والله يا أبه عاملا فيهم عمل عمر بن الخطاب. فقال معاوية: سبحان الله يا بني، والله لقد جهدت على سيرة عثمان فما أطقتها، فكيف بك وسيرة عمر. ابن كثير 229: 8. والذين لا يعرفون سيرة معاوية يستغربون
نام کتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 216