ومسلم والبخاري تعليقاً مجزوماً به "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"- أي مردود- [1] . ومن الأعمال المردودة بلا ريب صنيع المتجاوبين بالتكبير بالأصوات العالية المتطابقة لأنه لم يكن من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من عمل الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. وليس هو من عمل التابعين وتابعيهم بإحسان وإنما هو من محدثات الأمور التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته كما في المسند والسنن من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه أن رسول الله عليه وسلم قال: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة". قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وصححه أيضا ابن حبان والحاكم وقال ليس له علة ووافقه الذهبي في تلخيصه [2] . قال ابن الحاج المالكي في المدخل قد مضت السنة أن كل واحد يكبر لنفسه ولا يمشي على صوت غيره فإن ذلك من البدع إذ أنه لم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله ولا أحد من الخلفاء الراشدين بعده وفيه خرق حرمة المسجد والمصلي برفع الأصوات والتشويش على من به من العابدين والتالين والذاكرين. وقال أيضا
1- رواه أحمد رقم (25171) 6/ 146، (25511) 6/ 180، (26234) 6/ 256، ومسلم رقم (1718) 3/ 1343، والبخاري تعليقا مجزوما به 6/ 2675.
2- ورواه أحمد وغيره 4/126، وقال الترمذي حديث حسن صحيح رقم (2676) 5/44، وصححه ابن حبان، صحيح ابن حبان 1/ 179، والحاكم رقم (329) 1/ 174، وقال الألباني: صحيح صحيح الترمذي رقم (2676) 3/ 69، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع.