كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [1] فقد جعل العلامة على محبة العبد لمولاه اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. أخرج ابن أبي حاتم أن الحسن البصري –رضي الله عنه- قال: كان قوم يزعمون أنهم يحبون الله فأراد الله أن يجعل لقولهم تصديقا من عمل فأنزل هذه الآية.
فمن ادعى محبة الله تعالى ولم يتبع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كذاب وكتاب الله تعالى يكذبه. وقال تعالى: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} [2] وسبيل المؤمنين هو الكتاب والسنة، وقال صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من عمل بسنة غيرنا" [3] وقال صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى يحب الصمت عند ثلاث: عند تلاوة القرآن، وعند الزحف، وعند الجنازة" [4] ، روه الطبراني في الكبير عن زيد بن أرقم –رضي الله عنه- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره أن تتبع الجنازة بنياحة أو مجمرة أو راية (ولكراهة النبي صلى الله عليه وسلم لرفع الصوت مع الجنازة ولو بذكر وقراءة القرآن شنعت الصحابة –رضي الله عنهم- على من رفع صوته بقوله استغفروا للميت حيث قالوا لا غفر الله لك، مع أنه لفظ قليل دال على طلب الدعاء من الحاضرين للميت المحتاج إليه. فما بالك باللغط الواقع الآن) .
وقال في المدخل ما ملخصه: العجب من أهل الميت يأتون بجماعة
1- سورة آل عمران 31
2- سورة النساء، 115
3- رواه البخاري [4911] .
4- رواه البخاري [6351] .