فهذه الآية مطابقة لحال المنقلبين عن دينهم في هذه الفتنة سواء بسواء؛ فإنهم قبل هذه الفتنة [1] يعبدون الله على حرف. أي: على طرف. ليسوا ممن يعبد الله على يقين وثبات. فلما أصابتهم هذه الفتنة، انقلبوا عن دينهم وأظهروا موافقة المشركين، وأعطوهم [2] الطاعة، وخرجوا عن جماعة المسلمين إلى جماعة المشركين. فهم معهم في الآخرة، كما هم معهم [3] في الدنيا. فخسوا الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين.
هذا مع أن كثيراً [4] منهم في عافية، ما أتاهم عدو [5] . وإنما ساء [6] ظنهم بالله، فظنوا: أنه يديل [7] الباطل وأهله على الحق وأهله.
فأرداهم سوء ظنهم بالله؛ كما قال تعالى فيمن [8] ظن به ظن السوء (وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين) [9] .
فأنت [10] يا من منَّ الله عليه بالثبات على الإسلام: احذر أن [1] ما بينهما ساقط من (ط) [2] (ع) وعطوهم. تحريف. [3] (ع) : معهم. ساقطة. [4] (م) كثير. تحريف. [5] (م) عدوهم (ر) عدوا. تحريف (ط) من عدو. [6] (م) اساؤا. تحريف. [7] من الإدالة وهي الغلبة. [8] ما بينهما ساقط من (م) [9] سورة فصلت آية 23 [10] (ط) (م) (ر) وأنت.