كان من الظالمين، فكيف بمن أظهر لعباد القبور والقباب [1] أنهم على حق وهدى مستقيم؟ ! فإنهم لا يرضون إلا بذلك.
الدليل الثاني: قول الله تعالى [2] : (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) (3)
فأخبر تعالى: أن الكفار لا يزالون يقاتلون المسلمين حتى يردوهم / عن دينهم إن استطاعوا. ولم يرخص في موافقتهم خوفاً على النفس والمال والحرمة، بل أخبر عمن وافقهم بعد أن قاتلوه [4] ليدفع شرهم أنه مرتد. فإن مات على ردته بعد أن قاتله المشركون، فإنه من أهل النار الخالدين فيها. فكيف بمن وافقهم من غير قتال؟ ! فإذا كان من وافقهم بعد أن قاتلوه، لا عذر له، عرفت أن الذين يأتون إليهم [5] ويسارعون في الموافقة لهم من غير خوف ولا قتال، أنهم [6] أولى بعدم العذر، وأنهم كفار مرتدون. الدليل الثالث: قوله تبارك وتعالى: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن [1] (م) القباب والقبور [2] (ط) (م) (ر) قوله تبارك و. (ع) قوله.
(3) سورة البقرة آية 217. [4] (ر) بعداوته. [5] (ر) إليهم. ساقطة. [6] (ر) فغيرهم تحريف.