نام کتاب : التوسل في كتاب الله عز وجل نویسنده : عرقسوس، طلال بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 55
التوسل إلى الله تعالى بذكر نعمه تعالى وشكره عليها، والتوسل بولايته لعبده:
من أنواع التوسل الصحيح التوسل إلى الله تعالى بتعداد نعمه، وذكر آلائه على عبده، وهذا يعني شكره عليها [1]، وكذا التوسل إلى الله تعالى بولايته لعبده في الدنيا والآخرة، ومن أظهر المواقف في هذا موقف الصديق يوسف بن يعقوب عليهما السلام، ولنتأمل هذا الموقف، فعند ما أتم الله عز وجل على عبده ورسوله يوسف عليه السلام النعمة بأن يسر له لقاء والديه والاجتماع بهما في [1] تقدم لنا توسل خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام بشكره لربه. ينظر ص 36
عند ما يرون نور المنافقين قد أطفئ فيتملكهم شعور بالخوف، أن يصيبهم ما أصاب هؤلاء المنافقين، ولنسمع إلى قول ربنا جل وعلا وهو يبين حالهم في ذلك الموقف العظيم {يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [1] إنه لموقف يدل على عظيم إيمان هؤلاء، وأن تعلّقهم بربهم، وتملقهم له، وانكسارهم لعظمته وجلاله، ومسكنتهم له صفة ملازمة لهم لا تنفك عنهم بحال من الأحوال، كما يدل على معرفتهم بعناية الله بهم، ووثوقهم بربهم، وحسن ظنهم به، ولذا عند ما رأوا ما عوقب به المنافقون من ذهاب النور الذي كانوا يسيرون على ضوئه، عند ما رأوا ذلك انطلقت ألسنتهم، يدعون ربهم متضرعين راجين أن يتمم لهم نورهم، وأن يغفر لهم لئلا تكون ذنوبهم سببا في عقوبتهم، مثنين على الله عز وجل بأنه على كل شيء قدير، فلا يعجزه هذا الأمر ولا غيره، وهو أهل لأن يجيب دعاءهم، ويحقق رجاءهم لكمال قدرته. [1] التحريم: 8
نام کتاب : التوسل في كتاب الله عز وجل نویسنده : عرقسوس، طلال بن مصطفى جلد : 1 صفحه : 55