نام کتاب : التنبيهات المختصرة شرح الواجبات المتحتمات المعرفة نویسنده : الخريصي، إبراهيم جلد : 1 صفحه : 35
تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفار، بل يظن أن ذلك هو التلفظ بحروفها، من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني، والحاذق منهم يظن أن معناها لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر الأمر إلا الله؛ فلا خير في رجل جهال، الكفار أعلم منه بمعنى لا إله إلا الله، اهـ المقصود منه.
الكلم على الشرط الأول: العلم بمعناها نفيًا وإثباتًا
...
الأول: العلم بمعناها نفيًا وإثباتًا
هذا هو الشرط الأول من الشروط السبعة، وهو العلم المنافي للجهل، والعلم: معرفة الهدى بدليله.
فمعنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله؛ أي: لا مألوه يستحق العبادة كلها وحده دون من سواه إلا سبحانه وكل مألوه سوى الله عز وجل؛ فإلهيته أبطل الباطل وأضل الضلال.
هذا هو معنى هذه الكلمة العظيمة، لا كما يقوله بعض الجهلة: إن معناها لا يخلق ولا يرزق إلا الله! فإنها وإن دلت عليه بطريق التضمن؛ فهي موضوعة لتوحيد الإلهية، الذي هو إفراد الله بالعبادة، وهو الذي أرسل الله الرسل وأنزل الكتب في تقريره وإيضاحه والأمر به والنهي عن ضده، أما توحيد الربوبية؛ فقد أقر به المشركون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يدخلهم ذلك في الإسلام بل قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم, واستحل دماءهم وأموالهم؛ لأنه يريد منهم إفراد العبادة لله وحده لا شريك له.
فبهذا يتبين أن مدلول لا إلا الله مطابقة هو إفراد الله بالعبادة.
وهذه الكلمة العظيمة لها ركنان، وهما: النفي والإثبات: لا إله: تنفي جميع ما يعبد من دون الله، وإلا الله: تثبت جميع أنواع العبادة لله وحده لا شريك له. والنفي المحض ليس بتوحيد، والإثبات المحض ليس بتوحيد، بل لا بد من الجمع بين النفي والإثبات.
نام کتاب : التنبيهات المختصرة شرح الواجبات المتحتمات المعرفة نویسنده : الخريصي، إبراهيم جلد : 1 صفحه : 35