نام کتاب : التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة نویسنده : السعدي، عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 51
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ومن أصول أهل السنة والجماعة إثبات معية الله [1] . كقوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ} [المجادلة: 7] وهذه المعية تدل على إحاطة علمه بالعباد ومجازاته لهم بأعمالهم. وفيها ذكر المعية الخاصة كقوله: {أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 194] {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153] {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40] وهذه الآيات تدل -مع العلم المحيط- على العناية بمن تعلقت الله تلك المعية وأن الله معهم بعونه وحفظه وكلاءته وتوفيقه. [1] المعية صفة من صفات الله وهي قسمان: معية خاصة لا يعلم كيفيتها إلا الله كسائر صفاته، وتتضمن الإحاطة، والنصرة، والتوفيق، والحماية من المهالك، ومعية عامة تتضمن علم الرب بأحوال عباده وإطلاعه على جميع أحوالهم وتصرفاتهم الظاهرة والباطنة، ولا يلزم منها الاختلاط والامتزاج؛ لأنه سبحانه لا يقاس بخلقه، فعلوُّه على خلقه لا ينافي معيته لعباده بخلاف المخلوق، فإن وجوده في مكان وجهة يلزم منه عدم إطلاعه على المكان الآخر والجهة الأخرى، والرب ليس كمثله شيء لكمال علمه وقدرته.
نام کتاب : التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة نویسنده : السعدي، عبد الرحمن جلد : 1 صفحه : 51