responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة نویسنده : السعدي، عبد الرحمن    جلد : 1  صفحه : 48
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
{فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [هود: 107] ونحوها. والثانية نحو: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185] {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ} [النساء: 27] ونحوها.
ومن أصول أهل السنة والجماعة الثابتة: إثبات علو الله على خلقه واستوائه على عرشه (1)

فائدة نفيسة: ما ورد في الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته أقسام:
منها: ما ورد بلفظ الاسم على وجه التسمي به، كالعزيز والحكيم والغفور وشبه ذلك. فهذا القسم يوصف به الرب، ويسمى به ويشتق له منه فعل، ويثبت له منه مصدر؛ كالعزة والحكمة والمغفرة.
ومنها: ما ورد بلفظ الاسم على وجه الإضافة، فهذا يطلق على الله بلفظ الإضافة ولفظ الفعل، ولا يشتق له منه اسم، مثل قوله تعالى: " يخادعون الله وهو خادعهم " يجوز أن نقول: الله خادع المنافقين، ويخادع من خدعه، ونحو ذلك، ولا يجوز أن نعد من أسمائه الخادع؛ لعدم وروده، ولأن إطلاق الخادع يحتمل الذم والمدح، فلا يجوز إطلاقه في حق الله.
ومنها: ما ورد بلفظ الفعل فقط، كالكيد والمكر، فهذا لا يطلق على الله إلا بلفظ الفعل، كقوله سبحانه وتعالى: " إنهم يكيدون كيدًا وأكيد كيدًا " وقوله: " ومكروا ومكر الله " ولا يجوز أن من أسمائه سبحانه الكائد والماكر، لما تقدم.
وإنما جاز وصف الرب بالخداع والمكر والكيد في الآيات المشار؛ لأنه في مقابل خداع أعدائه ومكرهم وكيدهم، ومعاملتهم بمثل ما فعلوا مدح وعدل يستحق عليه المدح والثناء. * فائدة أخرى ذكرها شيخ الإسلام وغيره:
وهي أن صفات الرب القولية والفعلية قديمة النوع حادثة الآحاد، كالكلام، والخلق والرزق، والنزول، وأشباه ذلك ونحو ذلك، فجنس الكلام والخلق والرزق والنزول قديم، وأنواعه تحدث شيئا فشيئا على حسب حكمة الرب سبحانه، كما في قوله تعالى: " ما يأتهم من ذكر من ربهم محدث " الآية، وكخلق آدم بعد أن لم يكن مخلوقا، وغير ذلك، وهكذا الرزق والكلام.
وأما صفات الذات كاليد والقدم والسمع والبصر فهي صفات قديمة كالذات (2)

(1) إثبات علو الله على خلقه وإقرار العقول بذلك أمر فطري فطر الله عليه العباد. وأما الاستواء فأثبته السمع من كتاب الله وسنة رسوله، وليس في العقول ما يخالف ذلك، وحقيقته لغة: الارتفاع والعلو. وأما الكيفية فهي مما اختص الله بعلمه. وأما تفسير الاستواء بالاستيلاء فهو باطل من وجوه كثيرة؛ منها: أنه يتضمن أن الله جل وعلا كان مغلوبا على عرشه ثم غلب، وهذا باطل؛ لأنه تعالى لم يزل قاهرا لجميع خلقه مستوليا على العرش فما دونه. وأما بيت الًأخطل الذي يستدلون به على أن معنى استوى استولى، فلا حجة فيه، والبيت هو:
قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف أو دم مهراق
لأن استعمال استوى بمعنى استولى غير معروف في لغة العرب؛ ولأن ذلك لو وجد في اللغة لم يجز استعماله في حق الله، وأما المخلوق فيكون غالبا ومغلوبًا، كبشر هذا، فإنه كان مغلوبا على أمر العراق ثم غلب.
(2) وهي أهم الأصول التي باين بها أهل السنة الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، فما في هذه الآيات من ذكر علو الله واسمه العلي الأعلى، وصعود الأشياء إليه وعروجها ونزولها منه يدل على العلو، وما صرح به من استوائه على العرش برهان قاطع على ثبوت ذلك. وقد قيل للإِمام مالك: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) كيف استوى؟ فقال: (الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه -أي عن الكيفية- بدعة) .
نام کتاب : التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة نویسنده : السعدي، عبد الرحمن    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست