responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة نویسنده : السعدي، عبد الرحمن    جلد : 1  صفحه : 46
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ومن الأصول الثابتة في الكتاب والسنة المتفق عليها بين السلف: التفريق بين مشيئة الله وإرادته وبين محبته.
فمشيئة الله وإرادته الكونية تتعلق بكل موجود محبوب لله وغير محبوب، كما ذكر في هذه الآيات أن الله يفعل ما يريد [1] . وما يشاء، وإذا أراد شيئا قال له كن فيكون.

[1] من أصول أهل السنة والجماعة إثبات مشيئة الرب العامة، وأن ما شاء كان، وما لم يشأ لا يكون، كما أن من أصولهم الثابتة إثبات صفة الإرادة، وهي قسمان:
إرادة كونية قدرية كالمشيئة، وهذه الإرادة لا يخرج عن مرادها شيء كالمشيئة، فالكافر والمسلم تحت هذه الإرادة الكونية سواء، فالطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال كلها بمشيئة الرب وإرادته الكونية. وقد ذكر سبحانه هذه الإرادة في قوله تعالى: "فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقًا حرجًا " الآية، وقوله: "إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون " وقوله: " إن ربك فعال لما يريد ".
القسم الثاني من الإرادة: الإرادة الشرعية الدينية، وتتضمن محبة الرب للمراد ورضاه به. وهذه الإرادة لا يلزم وجود مرادها، بل قد يوجد وقد لا يوجد، فالله سبحانه قد أراد من عباده شرعًا أن يعبدوه ويطيعوه، فمنهم من عبده وأطاعه، ومنهم من لم يفعل ذلك.
وبهذا يعلم أن الإرادتين تجتمعان في حق المطيع، وتنفرد الإرادة الكونية في حق العاصي؛ لأن الله لم يرد منه المعصية شرعًا، بل قد نهاه عنها، وقد ذكر الله هذه الإرادة بقوله: " يريد الله أن يتوب عليكم " وقوله: " يريد الله بكم اليسر " ومن عرف الفرق بين هاتين الإرادتين سلم من شبهات كثيرة زلت فيها أقدام، وضلت فيها أفهام.
نام کتاب : التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة نویسنده : السعدي، عبد الرحمن    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست