أما من السنة: فمما أورده منها: حديث معاوية بن أبي سفيان الذى رواه بسنده عن حميد بن عبد الرحمم بن عوف قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان وهو خطيب يقول: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم ويعطي الله" [1].
وحديث الرجل الذي يبقى بين الجنة والنار يقول: "يارب اصرف وجهي عن النار، فإنه قد قشبني ريحها، وأحرقني ذكاؤها، فيقول الله عز وجل: فهل عسيت إن فعلت ذلك بك أن تسأل غير ذلك؟ فيقول لا وعزتك فيعطي ربه ما يشاء من عهد وميثاق، فيصرف الله تعالى وجهه عن النار، فإذا أقبل بوجهه على الجنة فرأى بهجتها فيسكت ما شاء الله أن يسكت ثم قال: يا رب، قدمني عند باب الجنة…" الحديث[2].
إلى غير ذلك من النصوص القرآنية والحديثية التي أوردها لإثبات صفة الإرادة التي هي والمشيئة بمعنى واحد[3].
السمع والبصر
ومما أثبت به هاتين الصفتين من القرآن الكريم قوله تعالى: {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [4]، وقوله: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً بَصِيراً} [5]. [1] الأسماء والصفات ص: 151. الحديث متفق عليه. انظر: صحيح البخاري مع شرحه حديث رقم: 71، 1/164، وصحيح مسلم رقم: 1037، 2/718. [2] الأسماء والصفات ص: 161. والحديث متفق عليه أيضاً. انظر: صحيح البخاري مع الشرح حديث رقم: 7427، 13/419. وصحيح مسلم رقم: 299، 1/63. [3] انظر: ما أورده البيهقي من أدلة في كتاب الأسماء والصفات ص: 151-175. [4] سورة غافر آية: 56. [5] سورة النساء آية: 134.