صفة الحياة
وفي إثباتها قال: "باب ماجاء في إثبات صفة الحياة"، ثم شرع في إيراد مجموعة من الآيات والأحاديث اشتملت على إثبات هذه الصفة.
فأما الآيات فمنها قول الله تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [1]. وقوله تعالى: {هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} [2] وقوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ} 3
وأما ما أورده من الأحاديث فمنها حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوله: "اللهم لك أسلمت، وبك آمنت وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، أعوذ بعزتك، لا إله إلاّ أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون" [4]. إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث التي ساقها لإثبات هذه الصفة.
وهي وإن كانت لم تتناول صفة الحياة بصريح العبارة وإنما اشتملت على إثبات اسمه الحي، فإنها دليل أيضاً على ثبوت هذه الصفة لله سبحانه وتعالى، إذ قد بين البيهقي - رحمه الله - أنه إذا ثبت أن الله موجود، ووصف بأنه حي، فقد وصف بزيادة صفة على الذات هي الحياة، لأن كل اسم يشتمل إثباته على إثبات الصفة التي يدل عليها، إذ لولا ذلك لاقتصر الله صلى الله عليه وسلم فيما سمى به نفسه على ما ينبىء عن وجود الذات فقط، وقد سبق بيان ذلك[5]. [1] سورة البقرة آية: 255. [2] سورة غافر آية: 65.
3 سورة الفرقان آية: 58. [4] الأسماء والصفات ص: 110. والحديث رواه مسلم رقم: 2717، 4/2086. [5] انظر ص: (192) من هذا البحث.