نام کتاب : البراهين الإسلامية في رد الشبهة الفارسية نویسنده : آل الشيخ، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 88
الزكية فتصورت تلك المعاني وتشكلت في النفس بحيث يتوهمها أصواتا تخاطبه وربما قوي هذا الوهم حتى يراها أشكالات نورانية تخاطبه وربما قوي ذلك ببعض الحاضرين فيرونها ويسمعون خطابها، ولا حقيقة لشيء من ذلك في الخارج وهذا يكون عندهم بتجرد النفس عن العلائق واتصالها بالمعارفات من العقول والنفوس المجردة، وهذه الخصائص تحصل عندهم بالاكتساب ولهذا طلب النبوة من تصوف على مذهب هؤلاء.
(وأقوال [1] هؤلاء دخلت على كثير من الناس) إما باطني ملحد أو جاهل
=تصوره القوة المخيلة في صورة مناسبة له ثم تلك الصور تنتقش في الحس المشترك كما أنه إذا أحس أشياء بالظاهر ثم تخيلها فإنها تنتقش في الحس المشترك فالحس المشترك ترتسم فيه ما يوجد من الحواس الظاهر وينتقش فيه ما تصوره القوة المتخيلة في الباطن، وما يراه النائم في منامه والمرور في حال مرضه من الصور الباطنة هو من هذا لكن نفس النبي صلى الله عليه وسلم لها قوة كاملة فيحصل لها تجرد في اليقظة فتعلم وتتخيل وترى ما يحصل لغيرها في النوم.
قيل: هذا الكلام أولا ليس من كلام قدماء الفلاسفة كأرسطو وأصحابه ولا جمهورهم وإنما هو معروف عن ابن سينا وأمثاله وقد أنكر ذلك عليه إخوانه الفلاسفة كابن رشد وغيره وزعموا أن هذا الكلام باطل ولم يتبع فيه سلفه، وثانيا أنه مبني على أصول فاسدة كثيرة الأصل، الأول: أنه لا سبب للحوادث إلا الحركة الفلكية وهذا من أبطل الأصول، الثاني: إثبات العقول والنفوس التي يثبتونها وهو باطل ثم استفهم شيخ الإسلام ابن تيمية هل منبع الفيض هو النفس الفلكية أو العقل الفعال؟ الثالث: إثبات كون الفيض يحصل من النفس الفلكية فإنه لو سلم لهم ما يذكرونه من أصول فعندهم ما يفيض على النفوس إنما هو من العقل الفعال المدبر لكل م تحت فلك القمر ومنه تفيض العلوم عندهم على نفوس البشر الأنبياء وغيرهم والعقل الفعال لا يتمثل فيه شيء من الجزئيات المتغيرة بل إنما فيه أمر كلي لكنه بزعمهم دائم الفيض فإذا استدعت النفس لأن يفيض عليها منه شيء فاض، وذلك الفيض لا يكون علما بجزئي فإنه لا جزئي فيه فكيف يقولون هنا إن الفيض على النفوس هو من النفس الفلكية؟ وكلامهم في هذا الموضع قد عرف تناقضه وفساده فإن العقل إن كان يفيض عنه ما ليس هو فيه كان في المعلول ما ليس في العلة وإن كان لا يفيض إلا ما فيه فليس فيه إلا الكليات ليس فيه صور جسمانية ولا علم بجزئيات ولا مزاج ولا غير ذلك مما يدعون فيضه عن العقل اهـ كتاب الرد على المنطقيين ص 474-478. [1] والأولى: أن يكون تركيب هذه الجملة كالآتي: والذين دخلت عليهم أقوال هؤلاء إما باطني.
نام کتاب : البراهين الإسلامية في رد الشبهة الفارسية نویسنده : آل الشيخ، عبد اللطيف جلد : 1 صفحه : 88