الحاسب الآلي من نعم الله عز وجل على المسلمين وعلى طلبة العلم خاصة في هذا العصر، ذلك لأنه يسر عليهم طرق البحث وأمدهم بمعلومات هائلة في وقت قصير، ولكن الاعتماد الكلي على الحاسب الآلي كثيرًا ما يوقع أخطاء فادحة؛ لأن الموسوعات العلمية التي في الأقراص المدمجة بها أخطاء كثيرة منها: وقوع تصحيفات وتحريفات في كثير من الكلمات، وبها سقط كلمات وجمل كاملة في كثير من المواضع، كذلك فإن بها أخطاء في العزو، فقد تعزو كلامًا لكتاب ليس هو فيه، إنما هو في كتاب آخر. .. إلى غير ذلك من الأخطاء.
فعلى ذلك يمكن للباحث أن يستعين بـ (الكمبيوتر) في البحث، وإن يتخذه فهرسًا يدله على موضع الفائدة في الكتاب المطبوع، لكن أن يكون اعتماده الكلي على ذلك دون الرجوع إلى المصادر المطبوعة، فهذا خلاف البحث العلمي الجاد.
قال العلامة الدكتور محمود الطناحي في ((مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي)) (ص: 8) :
((إن طلبة العلم مطالبون بمعرفة فرق ما بين الطبعات، حتى تقوم دراستهم على أساس صحيح متين،وحتى تمضي إلى ما يراد لها من كمال ونفع)) اهـ. فطلاب العلم مطالبون بالحصول على أدق الطبعات وأتقنها؛ حتى تقوم دراساتهم وبحوثهم على أسس صحيحة متينة، والموسوعات الألكترونية التي تستخدم بواسطة (الكمبيوتر) في الغالب مليئة بتلك الأخطاء التي بينتها، فإذا اعتمد طالب العلم على (الكمبيوتر) اعتمادًا كليًّا جاءت دراسته سقيمة مليئة بتلك الأخطاء والأغلاط.
تقيم لإصلاح الورى وهو فاسد ... وكيف استواء الظل والعود أعوج