- الوجه الثالث: إن كلام الدكتور ينقض بعضه بعضا؛ فكيف يدعي (ص: 65) أن الأسماء المقيدة أو المضافة ليست من الأسماء الحسنى؛ لأن الإضافة والتقييد يحدان من إطلاق الحسن والكمال. ثم إذا به هنا يثبت لله تسعة وتسعين اسما مضافا.
فمع التناقض الواضح في كلام الدكتور؛ فإنه يدل على أنه يجوز أن يسمى الله سبحانه وتعالى بأسماء ليست بالغة في الحسن والجمال. وهذا شيء خطير؛ لأن أسماء الله سبحانه كلها سواء المطلقة أو المضافة هي بالغة في الحسن والجمال والكمال، (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً [النساء:82] .
- الوجه الرابع: إن تفسير الدكتور لا يستقيم مع قوله صلى الله عليه وسلم: ((إنه وتر يحب الوتر)) . فلو كانت الأسماء المطلقة تسعة وتسعين والمضافة تسعة وتسعين، لكن المجموع مائة ثمانية وتسعين اسما فصار العدد شفعا لا وترا؛ ذلك لأن لفظ الحديث بتمامه هو: ((إن لله تسعة وتسعين اسمها، مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة، إنه وتر يحب الوتر) . فعلل النبي صلى الله عليه وسلم كون هذا العدد وترا بأن الله وتر يحب الوتر، أي: يحب أن يحصى من أسمائه هذا العدد الوتر.
قال شيخ الإسلام في ((مجموع الفتاوى)) (6 / 382) .
((. . . ولهذا قال: ((أنه وتر يحب الوتر)) . ومحبته لذلك تدل على أنه متعلق بالإحصاء، أي: يجب أن يحصى من أسمائه هذا العدد. . .) اهـ.
فإن قال قائل: إن الدكتور قد أخرج لفظ الجلالة من العدد، فإذا كان عدد الأسماء المطلقة والمضافة مائة وثمانية وتسعين، فبإضافة لفظ الجلالة إليها يصير العدد مائة وتسعة وتسعين وهو عدد وتر؟
قلت: إخراج الدكتور لفظ الجلالة من العدد لا دليل عليه كما سبق بيان ذلك (ص: 86) ، وما بني على باطل فهو باطل. والله أعلم.