responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 250
فَمَا قَالَت الْيَهُود ذَلِك إِلَّا وَقد أنزل لَهُم نَفسه منزلَة نَبِي فَقَط وَلَو علمت من دَعْوَاهُ الإلهية لقاتلته يَوْمئِذٍ
وَمثل هَذَا كثير فِي إنجيلهم لَو ذهبت أذكرهُ لطال أمره
وَقد تقدم من كَلَام أشعياء أَن الله تَعَالَى قَالَ فِي الْمَسِيح هَذَا غلامي الْمُصْطَفى وحبيبي الَّذِي ارتضت بِهِ نَفسِي
وَمن كَلَام عاموس النَّبِي أَن الله قَالَ على لِسَانه ثَلَاثَة ذنُوب أقيل لبني إِسْرَائِيل وَالرَّابِعَة لَا أقيلها بيعهم الرجل الصَّالح
وَلم يقل بيعهم إيَّايَ وَلَا قَالَ بيعهم إِلَهًا مُتَسَاوِيا معي فَهَذَا الْمَبِيع لَا يَخْلُو أما أَن يكون هُوَ الْمَسِيح كَمَا تَزْعُمُونَ فَقولُوا فِيهِ كَمَا قَالَ الله أَنه رجل صَالح وَلَا تَقولُوا إِنَّه إِلَه معبود وَأما أَن يكون الْمَبِيع غَيره فَهُوَ الَّذِي شبه للْيَهُود فابتاعوه وصلبوه ويلزمكم إِنْكَار صلوبية الْمَسِيح وَهُوَ كفر عنْدكُمْ وَقد كررنا هَذَا الْمَعْنى فِي هَذَا الْكتاب مرَارًا لكَون النَّصَارَى على إختلاف فرقهم يَعْتَقِدُونَ لَهُ الإلهية على إختلاف فِي كَيْفيَّة ذَلِك كَمَا تقدم
وَحَتَّى لقد ذهبت طَائِفَة مِنْهُم إِلَى مقَالَة لم يسمع قطّ فِي أكناف الْعَالم وأطرافه من اجترأ على التفوه بهَا وَنحن نَسْتَغْفِر الله قبل حكايتها ونتبرأ إِلَى الله من مذاهبهم الْفَاسِدَة وَمن الْقَائِل بهَا وَذَلِكَ أَنى وقفت على رِسَالَة بعض الأقسة كَانَ بطليطلة نسبه من القوط قَالَ فِيهَا هَبَط الله بِذَاتِهِ من السَّمَاء والتحم بِبَطن مَرْيَم
ثمَّ قَالَ وَهُوَ الْإِلَه التَّام وَالْإِنْسَان التَّام وَمن تَمام رَحمته على النَّاس أَنه رضى بهرق دَمه عَلَيْهِم فِي خَشَبَة الصَّلِيب فمكن الْيَهُود أعداءه من نَفسه ليتم سخطه عَلَيْهِم فَأَخَذُوهُ وصلبوه وغار دَمه فِي إصبعه لِأَنَّهُ لَو وَقع مِنْهُ شَيْء فِي الأَرْض ليبست إِلَّا شي وَقع فِيهَا فيبست فِي مَوْضِعه النوار

نام کتاب : الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام نویسنده : القرطبي، شمس الدين    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست