responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد نویسنده : الفوزان، صالح بن فوزان    جلد : 1  صفحه : 251
وفي حديث أبي هريرة الطويل الذي رواه ابن جرير والطبراني وأبو يعلى في "مسنده"والبيهقي في "البعث" وأبي موسى المديني وغيرهم؛ قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لما فرغ من خلق السماوات والأرض؛ خلق الصور، فأعطاه إسرافيل؛ فهو واضعه على فيه، شاخصا ببصره إلى العرش، ينتظر متى يؤمر. قلت: يا رسول الله، وما الصور؟، قال: القرن. قلت: أي شيء هو؟ قال: عظيم؛ إن عظم دارة فيه كعرض السماء والأرض. فينفخ فيه ثلاث نفخات: الأولى: نفخة الفزع، والثانية: نفخة الصعق، والثالثة: نفخة القيام لرب العالمين. فيأمر الله إسرافيل بالنفخة الأولى، فيقول: انفخ الفزع. فينفخ، فيفزع أهل السماء والأرض؛ إلا من شاء الله، فيأمره فيمدها ويطيلها ولا يفتر، وهي التي يقول الله تعالى: {وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلاءِ إِلاّ صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} [1]. فيسير الله الجبال، فتمر مر السحاب، فتكون سرابا، وترتج الأرض بأهلها رجّا، فتكون كالسفينة الموقرة في البحر تضربها الأمواج، وكالقنديل المعلق بالعرش ترحجه الأرواح، وهي التي يقول الله: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} [2]، فتميل الأرض بالناس على ظهرها، فتذهل المراضع، وتضع الحوامل، وتشيب الولدان، وتطير الشياطين هاربة من الفزع، حتى تأتي الأقطار، فتتلقاها الملائكة، فتضرب وجوهها، فترجع، ويولي الناس مدبرين ينادي بعضهم بعضا، وهو الذي يقول الله تعالى: {يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ} [3]. فبينما هم على ذلك؛ إذ تصدعت الأرض، فانصدعت من قطر إلى قطر، فرأوا أمرًا عظيما، ثم نظروا إلى السماء؛ فإذا هي كالمهل، ثم انشقت فانتثرت نجومها وانخسفت شمسها وقمرها". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأموات يومئذ لا يعلمون بشيء من ذلك". قلت: يا رسول الله، من استثنى الله تعالى في قوله: {إِلاّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [4]؟، قال: "أولئك الشهداء، وإنما يتصل الفزع إلى

[1] سورة ص، الآية: 15.
[2] سورة النازعات، الآية: 6.
[3] سورة غافر، الآيتان: 32 ـ 33.
[4] سورة الزمر، الآية: 68.
نام کتاب : الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد نویسنده : الفوزان، صالح بن فوزان    جلد : 1  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست