نام کتاب : الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد نویسنده : الفوزان، صالح بن فوزان جلد : 1 صفحه : 111
"المختارة" عن علي - رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} ؛ يقول: شكركم. {أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} ؛ "تقول: مطرنا بنوء كذا وكذا، وبنجوم كذا وكذا".
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن - رحمه الله -: "وهذا أولى ما فسرت به الآية، وروي ذلك عن علي وابن عباس وقتادة والضحاك وعطاء الخراساني وغيرهم، وهو قول جمهور المفسرين" انتهى.
وعن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفجر بالأحساب، والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم، والنياحة"، والمراد بالجاهلية هنا ما قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وكل ما يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فهو جاهلية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في معنى الحديث: "أخبر أن بعض أمر الجاهلية لا يتركه الناس كلهم؛ ذمّا لمن لم يتركه، وهذا يقتضي أن كل ما كان من أمر الجاهلية وفعلهم؛ فهو مذموم في الإسلام، وإلا لم يكن في إضافة هذه المنكرات إلى الجاهلية ذم لها، ومعلوم أن إضافتها إلى الجاهلية خرج مخرج الذم، وهذا كقوله تعالى: {وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولَى} [1]؛ فإن ذلك ذم للتبرج وذم لحال الجاهلية الأولى، وذلك يقتضي المنع من مشابهتهم في الجملة ... " انتهى.
وقوله هذا الحديث: "والاستسقاء بالنجوم": معناه نسبة المطر إلى النوء، وهو سقوط النجم؛ بأن يقول: مطرنا بنجم كذا وكذا.
وحكم الاستسقاء بالأنواء أنه كان يعتقد أن له تأثيرًا في إنزال المطر؛ فهذا شرك وكفر أكبر، وهو الذي يعتقده أهل الجاهلية، وإن كان لا يعتقد للنجم تأثيرًا، وأن المؤثر هو الله وحده، ولكنه أجرى العادة بوجود المطر عند سقوط [1] سورة الأحزاب، الآية 33.
نام کتاب : الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد نویسنده : الفوزان، صالح بن فوزان جلد : 1 صفحه : 111