نام کتاب : الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد نویسنده : الفوزان، صالح بن فوزان جلد : 1 صفحه : 104
الشر بمن هو مصدر الخير، وهم الرسل عليهم الصلاة والسلام، وما ذلك إلا لتمكن الضلالة في نفوسهم، وانتكاس فطرهم، وإلا؛ فالخير والشر كلاهما بقضاء الله وقدره، ويجريان حسب حكمته وعلمه تفضلاً؛ فالخير تفضل منه وجزاء على فعل الطاعة، والشر عدل منه وجزاء وعقوبة على فعل المعصية؛ قال تعالى: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [1].
والتطير شرك؛ لكونه تعلق على غير الله، واعتقاد بحصول الضرر من مخلوق لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعا، ولكونه من إلقاء الشيطان ووسوسته، ولكونه يصدر عن القلب خوفا وخشية، وهو ينافي التوكل.
وإليكم ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم محذرًا من التطير: فقد روى الشيخان عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال: "لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر". وقال صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل. قالوا: وما الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة"، متفق عليه.
وعن ابن مسعود مرفوعا: "الطيرة شرك، الطيرة شرك".
وفي "صحيح مسلم" عن معاوية بن الحكم؛ أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "ومنا أناس يتطيرون؟ قال: ذلك شيء يجده أحدكم في نفسه؛ فلا يصدَّنَّكم"؛ فأخبر صلى الله عليه وسلمأن تأذيه وتشاؤمه بالطَّيَرة إنما هو في نفسه وعقيدته لا في المتطيَّر به؛ فوهمه وخوفه وإشراكه هو الذي يطيره ويصده تأثرًا بما رآه أو سمعه.
فأوضح صلى الله عليه وسلملأمته وبين لهم فساد الطيرة؛ ليعلموا أن الله سبحانه لم يجعل لهم عليها علامة، ولا فيها لهم دلالة، ولا نصبها سببا لما يخافونه ويحذرونه، ولتطمئن قلوبهم وتسكن نفوسهم إلى وحدانيته - تعالى، التي أرسل بها رسله، وأنزل بها كتبه، وخلق لأجلها السماوات والأرض؛ فقطع علق الشرك من قلوبهم، فمن استمسك بعروة التوحيد الوثقى، واعتصم بحبله المتين، وتوكل [1] سورة النساء، الآية 79.
نام کتاب : الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد نویسنده : الفوزان، صالح بن فوزان جلد : 1 صفحه : 104