بالكلية، ولم يبق منه شيء أصلا، ولو لم يختلَّ بقي كاملا، فالقول بزيادته ونقصانه باطل" [1].
ثالثا: أنه يلزم من القول بزيادة الإيمان ونقصانه بسبب زيادة الأعمال ونقصانها ألا يوجد أحد استكمل الإيمان حتى الأنبياء والمرسلون لأنه لا حدَّ للأعمال الصالحة، فكل من يزداد من الحسنات إلى ما لا نهاية يزداد إيمانه إلى ما لا نهاية فمن كانت طاعته أكبر يكون إيمانه أكبر، ومع ذلك لم يستكمل الإيمان لأنه لو زاد طاعة أخرى زاد إيمانه أيضا" [2].
رابعا: أن الزيادة لا تتصور إلا على شيء كامل وشيء له نهاية، أما الإيمان فهو لم يزل غير كامل لأنه في صدد الزيادة، والزيادة على ما هو لم يكمل بعد ـ وهو في حد النقصان ـ محال كما أن الزيادة على ما لا نهاية له محال أيضا [3].
خامسا: "إن زيادة التصديق ونقصانه يجعلانه في مرتبة الشك والظن؛ وهذا غير مفيد في مقام الاعتقاد" [4].
سادسا: "استدل أبو الليث [5] السمرقندي بحديث أبي هريرة 6 [1] تبصرة الأدلة ق-399/أ، وشرح العقائد النسفية ص124. [2] تبصرة الأدلة ق-399/أ. [3] تبصرة الأدلة ق-399/أ. [4] روح المعاني 9/165. [5] هو نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي الحنفي قال عنه الذهبي: "الإمام الفقيه المحدث الزاهد ... صاحب كتاب تنبيه الغافلين وله كتاب الفتاوى يروي عن محمد بن الفضل البخاري وجماعة وتروج عليه الأحاديث الموضوعة" مات سنة خمسين وسبعين وثلاثمائة. سير أعلام النبلاء 13/322؛ والفوائد البهية 221.
6 بحر العلوم ق-99/أ.