وهكذا الحال في المسكين والفقير إذا اجتمعا أو افترقا [1].
ومن هنا يتبين لنا خطأ من قال: إن الإيمان غير الإسلام مطلقا وكذا خطأ من قال مطلقا: إن الإيمان هو الإسلام والصحيح: أن الإيمان إذا ذكر وحده يشمل الإسلام وكذا الإسلام إذا ذكر وحده يشمل الإيمان، وإذا ذكرا معا يراد من الإيمان العقائد، ويراد من الإسلام الأعمال كما في حديث جبريل [2].
وإذا عرف هذا تبين لك بطلان كلامهم هذا [3].
أما إلزامهم أن الأعمال لو كانت من الإيمان، لكان جبريل أتى لتلبيس الدين وكان النبي صلى الله عليه وسلم قاصرا في الجواب.
فنقول: إن جبريل عليه السلام لم يأت لتلبيس الدين، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قاصرا في الجواب، بل كان جبريل أتى لتعليم الدين وكان جواب النبي صلى الله عليه وسلم في غاية الصواب والله المستعان.
الدليل التاسع:
قولهم: "إن ضد الإيمان هو الكفر، والكفر هو التكذيب والجحود ... ". [1] الفقير والمسكين إذا افترقا فهما بمعنى واحد وهو المحتاج، وأما إذا اجتمعا فالفقير هو الذي له ما يأكله وله بعض ما يقيمه، وأما المسكين فهو الذي لا شيء له فهو أسوأ حالا من الفقير وقيل العكس. انظر تهذيب اللغة 9/113، 114؛ والمصباح المنير ص108. [2] أخرجه البخاري كتاب الإيمان باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان 1/114 ح37 من طريق أبي زرعة عن أبي هريرة. [3] انظر تفصيل هذا في كتاب الإيمان ضمن مجموع الفتاوى 7/154-186، وشرح العقيدة الطحاوية ص387-395.