7- المشبهة
التشبيه في اللغة دلالة على مشاركة أمر آخر في معنى، فالأمر الأول هو المشبه والثاني هو المشبه به وذلك المعنى هو وجه الشبه [1].
والمشبهة: هم قوم يشبهون الله تعالى بالمخلوقات ويمثلونه بالمحدثات [2]، وقاسوا صفات الخالق على ما ألفوه وشاهدوه من صفات المخلوقين. ومن الذين قالوا في التشبيه في الإسلام واشتهروا به مقاتل بن سليمان [3] الذي بالغ في إثبات الصفات لله عزَّ وجلَّ حتى قال بالتجسيم. ولعل السبب في غلوه في إثبات الصفات هو غلو جهم بن صفوان في إنكار صفات الله عزَّ وجلَّ. قال الذهبي: "وظهر بخراسان الجهم بن صفوان ودعا إلى تعطيل صفات الرب عزَّ وجلَّ وخلق القرآن، وظهر بخراسان في قبالته مقاتل بن سليمان المفسر وبالغ في إثبات الصفات حتى جسم" [4].
ونقل عنه الأشعري في المقالات أنه كان يقول: "إن الله جسم وإن له جمّة وأنه على صورة إنسان من لحم ودم وشعر وعظم له جوارح وأعضاء [1] التعريفات للجرجاني ص58. [2] التعريفات للجرجاني ص216. [3] هو مقاتل بن سليمان بن بشر الخراساني أبو الحسن البلخي نزيل مرو قال عنه ابن حجر: "كذبوه وهجروه ورمي بالتجسيم" وقال ابن حبان: "كان يأخذ عن اليهود والنصارى من علم القرآن الذي يوافق كبتهم وكان يشبه الرب بالمخلوقين وكان يكذب مع ذلك في الحديث" مات سنة 150هـ، انظر كتاب المجروحين 3/14، وتقريب التهذيب 2/272، وانظر ترجمته في ميزان الاعتدال 4/173، وتهذيب التهذيب 10/279. [4] تذكرة الحفاظ 59-160.