وفي رواية أخرى أنه بعدما ناظره قال له: "اخرج عني يا كافر" [1].
ولقد أوَّل صاحب كتاب المسايرة كلام الإمام أبي حنيفة هذا.
قال الكشميري [2]: "وفي المسايرة عن أبي حنيفة أنه قال بعدما ناظره في مسألة: اخرج عني يا كافر. وقد أوّل قوله هناك ثم قال الكشميري: قلت: بل ما قاله صحيح لا ينبغي أن يؤوّل قوله؛ فإن شأن الإمام أرفع [3] من أن تجري كلمة على لسانه لا يرضاها الله ورسوله، وكان جهم ينفي الصفات ... "[4].
وكان الإمام أبوح حنيفة رحمه الله تعالى يذم جهما ويعيب قوله، كما ذكر أبو يوسف فقد قال: "إن أبا حنيفة كان يذم جهما ويعيب قوله" [5].
وممّا عاب على جهم قوله بخلق القرآن. فقد روى الخطيب عن ابن أبي شيبة قال: "قدم ابن المبارك على أبي حنيفة، فقال له أبو حنيفة: ما هذا الذي دبّ فيكم؟ قال: له رجل يقال له جهم، قال: وما يقول؟ [1] أصول البزدوي مع شرحه كشف الأسرار 1/11. [2] هو محمد أنور بن معظم شاه بن عبد الكبير بن عبد الخالق النروري الكشميري ولد في سنة ألف ومائتين واثنتين وتسعين وتوفي في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة وألف في ديوبند ومن أشهر مؤلفاته التصريح بما تواتر في نزول المسيح وفيض الباري على صحيح البخاري.
انظر ترجمته في نزهة الخواطر 8/80؛ ومقدمة فيض الباري ص17-24. [3] هذا من غلو بعض الحنفية في أئمتهم. [4] فيض الباري 14/514. [5] تاريخ بغداد 13/382.