تقدمت الإشارة إليه. فأبو حنيفة عنده شيء من الإرجاء الخفيف، وهو النوع الرابع، غير أنه بريء من بقية أنواع الإرجاء.
4- القدرية
اسم أطلقه أهل السنة على الذين نفوا القضاء والقدر السابق من الله تعالى، وزعموا أنهم هم الفاعلون لأعمالهم دون تقدير من الله عزَّ وجلَّ وأن الأمر أُُنُف [1].
وأول من نطق بهذه البدعة رجل كان نصرانيا فأسلم يقال له سوسن [2] من أهل العراق، فأخذها عنه معبد الجهني [3]، وأخذها عن معبد غيلان الدمشقي [4]. قال الأوزاعي: "أول من نطق بالقدر رجل من [1] الفصل 3/22؛ الملل والنحل 1/43 بتصرف. [2] لم أقف له على ترجمة. [3] هو معبد بن عبد الله الجهني البصري قال عنه الذهبي:
"صدوق في نفسه ولكن سنّ سنّة سيئة فكان أول من تكلم بالقدر ونهى الحسن الناس عن مجالسته وقال هو ضال مضل". وقال ابن العماد: "وفي سنة 80هـ صلب عبد الملك معبدا الجهني وقيل بل عذبه الحجاج بأنواع العذاب وقتله".
ميزان الاعتدال 4/141؛ وشذرات الذهب 1/88؛ وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 4/85؛ وتهذيب التهذيب 10/225. [4] هو غيلان بن مسلم الدمشقي أبو مروان قال عنه الذهبي:
"المقتول في القدر ضال مسكين ... كان من بلغاء الكتّاب". وقال عنه طاش كبري زاده: "من أصحاب الحسن البصري في الفقه وله أتباع يقال لهم الغيلانية كان قبطيا قدريا لم يتكلم أحد في القدر قبله ودعا إليه إلا معبدا الجهني" قتل في أول خلافة هشام بن عبد الملك بعد مناظرته للأوزاعي حيث أفتى بقتله.
ميزان الاعتدال 3/338؛ ومفتاح دار السعادة 2/144. وانظر ترجمته في لسان الميزان 4/424.