نام کتاب : نهاية الأرب في فنون الأدب نویسنده : النووي، أبو زكريا جلد : 20 صفحه : 416
لا أرى لك أن تفعل!» فقال الحسين: يا عبد الله، إنه ليس يخفى علىّ ما رأيت، ولكن الله لا يغلب على أمره!.
ثم ارتحل منها وقد استهلّت إحدى وستين، وسار حتّى نزل شراف [1] فلما كان فى السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء وأكثروا، ثم ساروا منها صدر يومهم حتّى انتصف النهار، فكبّر رجل من أصحابه فكبر الحسين، وقال: ممّ كبّرت؟ قال: رأيت النخل، فقال عبد الله بن سليم والمذرى ابن المشمعل الأسديان: والله إن هذا المكان ما رأينا فيه نخلة قط، قال: فما تريان. قالا: نراه والله [رأى] [2] هوادى [3] الخيل. فقال الحسين: وأنا والله أرى ذلك، ما لنا ملجأ نلجأ إليه نجعله فى ظهورنا ونستقبل القوم من وجه واحد؟ فقيل له:
«بلى هذا ذو حسم إلى جنبك تميل إليه عن يسارك، فإن سبقت القوم إليه فهو كما تريد، فمال إليه، فما كان بأسرع من أن طلعت هوداى الخيل، فلما رأوهم قد عدلوا عن الطريق عدلوا عنها إلى قصدهم، فسبق الحسين إلى ذى حسم، فنزل وأمر بأبنية [4] فضربت، وجاء القوم وهم ألف فارس عليهم الحرّ بن يزيد التميمى، فجاءوا حتى وقفوا مقابل الحسين رضى الله عنه: وكان مسير الحر ومن معه من القادسية من قبل الحصين بن نمير [5] التميمى. [1] شراف: موضع بعد العقبة وواقصة وقبل القرعاء فى الطريق من مكة إلى الكوفة. [2] الزيادة من تاريخ الطبرى ج 4 ص 302. [3] هوادى الخيل: أوائلها، والهادى والهداية: العنق، لأنها تتقدم على البدن ولأنها تهدى البدن. [4] أبنية: جمع بناء، وهو ما يسكنه الناس، فيطلق على ما يضربه العرب فى الصحراء من خيمة وغيرها. [5] كذا جاء فى تاريخ الطبرى والكامل ج 3 ص 279: «نمير» وجاء فى المخطوطة:
«تميم» وانظر ما سبق.
نام کتاب : نهاية الأرب في فنون الأدب نویسنده : النووي، أبو زكريا جلد : 20 صفحه : 416