نام کتاب : نهاية الأرب في فنون الأدب نویسنده : النووي، أبو زكريا جلد : 20 صفحه : 2
وقال أبو عمر ابن عبد البر [1] رحمه الله: أحسن ما رأيت فى صفته رضى الله عنه- أنه كان ربعة [2] من الرجال، إلى القصر ما هو، أدعج [3] العينين، حسن الوجه، كأنّه القمر ليلة البدر حسنا، ضخم البطن عريض المنكبين، شثن الكفّين [4] ، أغيد [5] ، كأنّ عنقه إبريق فضّة، أصلع ليس فى رأسه شعر إلّا من خلفه، كبير اللحية، لمنكبيه مشاش [6] كمشاش السبع الضارى، لا يبين [7] عضده من ساعده، قد ادّمجت ادّماجا [8] إذا مشى تكفّأ [9] ، وإن أمسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلا يستطيع أن يتنفّس، وهو إلى السّمن ما هو، شديد الساعد واليد، إذا مشى إلى الحرب هرول [10] ، ثبت الجنان [11] قوىّ شجاع، منصور على من لاقاه، رضى الله عنه. [1] فى كتابه «الاستيعاب فى أسماء الأصحاب» ج 3 ص 57، ثم انظر (وقعة صفين) ص 262. [2] ليس بالطويل البائن ولا بالقصير البائن، وقد جاء ذلك فى وصف النبى صلى الله عليه وسلم، كما تقدم ج 18 ص 237، إلا أن النبى كان أقرب إلى الطول، وعليا كان أقرب إلى القصر. [3] شديد سواد العينين مع سعتهما. [4] أى أنهما تميلان إلى الغلظ. [5] مائل العنق لين الأعطاف. [6] المشاش: رءوس العظام. [7] فى الاستيعاب: «لا يتبين» ، وهما بمعنى واحد. [8] أورد صاحب الرياض النضرة ج 2 ص 156 صفة على رضى الله عنه مشتملة على مثل ما هنا، ثم قال فى شرح هذا الموضع منها: «يريد أن عظمى عضده وساعده الينهما قد اندمجا.
وهكذا هو فى صفة الأسد، والضارى: المتعود للصيد» 10 هـ فيكون «ادّمجت» بتشديد الدال بمعنى «اندمجت» ، ويجوز أن يكون «أدمجت» بضم الهمزة وسكون الدال وكسر الميم، لقول اللغويين: رجل مدمج بسكون الدال أى كالحبل المحكم الفتل. [9] أسرع فى المشى كأنه يميل إلى قدام من سرعة مشيه. [10] أسرع فى المشى دون أن يعدو. [11] ثابت القلب.
نام کتاب : نهاية الأرب في فنون الأدب نویسنده : النووي، أبو زكريا جلد : 20 صفحه : 2