نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 2 صفحه : 541
البديعة، وهو ثبت فيما ينقله، محرّر لما يقوله، عارف باللّغة، ضابط لألفاظها، وأما النحو والتصريف فهو إمام الناس كلّهم فيهما، لم يذكر معه في أقطار الأرض غيره في حياته، وله اليد الطّولى في التفسير والحديث والشروط والفروع وتراجم الناس وطبقاتهم وحوادثهم، خصوصاً المغاربة، وتقييد أسمائهم على ما يتلفظون به من إمالة وترقيق وتفخيم، لأنّهم يجاورون بلاد الإفرنج وأسماؤهم قريبة من لغاتهم، وألقابهم كذلك، وقيّده وحرّره، وسأله شيخنا الذهبي أسئلة فيما يتعلّق بذلك، وأجابه عنها.
له التصانيف التي سارت وطارت، وانتشرت وما انتثرت، وقرئت ودريت ونسخت وما فسخت، وأخملت كتب الأقدمين، وألهت المقيمين بمصر والقادمين، وقرأ الناس عليه، وصاروا أئمة وأشياخاً في حياته، وهو الذي جسّر الناس على مصنّفات ابن مالك رحمه الله تعالى، ورغّبهم فيها وفي قراءتها، وشرح لهم غامضها، وخاض بهم لججها، وفتح لهم مقفلها، وكان يقول عن مقدمة ابن الحاجب: هذه نحو الفقهاء، وكان التزم ان لا يقرئ أحداً إلاّ إن كان في كتاب سيبويه أو في التسهيل لابن مالك أو في تصانيفه، ولمّا قدم من بلاده لازم الشيخ بهاء الدين رحمه الله تعالى كثيراًن وأخذ عنه كتب الأدب. وكان شيخاً حسن العمة، مليح الوجه، ظاهر اللون، مشرباً حمرة، منور الشيبة، كبير اللّحية، مسترسل الشعر فيها لم تكن كثة، عبارته فصيحة بلغة الأندلس يعقد حرف القاف قريباً من الكاف، على أنّه لا ينطق بها في القرآن إلا فصيحة، وسمعته يقول: ما في هذه البلاد من يعقد حرف القاف.
وكانت له خصوصية بالأمير سيف الدين أرغون كافل الممالك، ينبسط معه، ويبيت عنده في قلعة الجبل، ولما توفيت ابنته نضار طلع إلى السلطان الملك الناصر محمد، وسأل منه ا، يدفنها في بيته داخل القاهرة في البرقية، فأذن له في ذلك، وكان أولاً يرى رأي الظاهرية، ثمّ إنّه تمذهب للشافعي رضي الله تعالى عنه؛ بحث على الشيخ علم الدين العراقي المحرّر للرافعي، ومختصر المنهاج
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 2 صفحه : 541