نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 2 صفحه : 539
مات أثير الدين شيخ الورى فاستعر البارق واستعبرا
ورقّ من جزنٍ نسيم الصّبا واعتلّ في الأسحار لمّا سرى
وصادحات الأيك في نوحها رئته في السجع على حرف را
يا عين جودي بالدّموع التي يروى بها ما ضمّه من ثرى
واجري دماً فالخطب في شأنه قد اقتضى أكثر ممّا جرى
مات إمامٌ كان في فنّه يرى إماماً والورى من ورا
أمسى منادىً للبلى مفرداً فضمّه القبر على ما ترى
يا أسفا كان هدىً ظاهراً فعاد في تربته مضمرا
وكان جمع الفضل به برهةً صحّ فمّا أن قضى كسّرا
وعرّف الفضل به برهةً والآن لمّا أن مضى نكّرا
وكان ممنوعاً من الصرف لا يطرق من وافه خطبٌ عرا
لا أفعل التفضيل ما بينه وبين من أعرفه في الورى
لا بدلٌ عن نعته بالتّقى ففعله كان له مصدرا
لم يدّغم في اللّحد إلا وقدفكّ من الصبر وثيق العرى
بكى له زيدٌ وعمروٌ فمن أمثلة النحو وممّن قرا
ما أعقد التسهيل من بعده فكم له من عسرةٍ يسّرا
وجسّر الناس على خوضه إذ كان في النحو قد استبحرا
من بعده قد حال تمييزه وحظّه قد رجع القهقرى
شارك من قد ساد في فنّه وكم له فنٌّ به استأثرا
دأب بني الآداب أن يغسلوا بدمعهم فيه بقايا الكرى
والنحو قد سار الردى نحوه والصرف للتصريف قد غيّرا
واللّغة الفصحى غدت بعده يلغى الذي في ضبطها قررا
تفسيره البحر المحيط الذي يهدي إلى ورّاده الجوهرا
فوائدٌ من فضله جمّةٌ عليه فيها نعقد الخنصرا
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 2 صفحه : 539