نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 653
ومستعجم لا يبين ولا يوضح، متنمّر تنمّر الليث، متشمّر كالبطل الفارس عند الغيث [1] ، وقد أفاض على نفسه درعاً، تضيق بها الأسنّة ذرعاً، وهو يريد استشارة المؤتمن في التوجّه [2] إلى موضع بعثه إليه ووجّهه، وكلّ من صده عنه نهره ونهجه، حتى وصل إلى مكان انفراده، ووقف بإزاء وساده [3] ، فلمّا وقعت عين ابن عمّار عليه، أشار بيده إليه، وقرّبه واستدناه، وضمّه إليه كأنّه تبنّاه، وحدّ [4] أن يخلع عنه ذلك الغدير، وأن يكون هو الساقي والمدير، فأمره المؤتمن بخلعه، وطاعة أمره وسمعه، فنضاه عن جسمه، وقام يسقي على حكمه ورسمه، فلمّا دبت فيه الحميّا، وشبت غرامه بهجة ذلك المحيّا، واستنزلته سورة العقار، من مرقب الوقار، قال:
وهويته يسقي المدام كأنّه ... قمرٌ يدور بكوكب في مجلس
متأرّج الحركات تندى ريحه ... كالغصن هزّته الصّبا بتنفّس
يسعى بكأسٍ في أنامل سوسنٍ ... ويدير أخرى من محاجر نرجس
يا حامل السيف الطويل نجاده ... ومصرّف الفرس القصير المحبس
إيّاك بادرة الوغى من فارسٍ ... خشن القناع على عذار أملس
جهمٍ وإن حسر اللّثام [5] فإنّما ... كشف [6] الظلام عن النهار المشمس
يطغى ويلعب في دلال عذاره ... كالمهر يمرح في اللجام المجرس
سلم فقد قصف القنا غصن النقا ... وسطا بليث الغاب ظبي المكنس
عنّا بكاسك، قد كفتنا مقلة ... حوراء قائمة بسكر المجلس (7) [1] القلائد: متشمر تشمر البطل الباسل عند الغيث. [2] القلائد: في الخروج. [3] ق ج ط: أساده. [4] هذه رواية القلائد: وحد؛ وفي ك: وجد؛ وفي ق ط ج: واشار. [5] دوزي: القناع؛ ج: حدر اللثام. [6] بعض أصول القلائد: رفع.
(7) بعض أصول القلائد: الأنفس.
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 653