responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني    جلد : 1  صفحه : 624
الوزراء والكتّاب بالزهراء في يوم قد غفل عنه الدهر فلم يرمقه بطرف، ولم يطرقه بصرف، أرّخت به المسرات عهدها، وأبرزت له الأماني خدّها [1] ، وأرشفت فيه لماها، وأباحت للزائرين حماها، وما زالوا ينقلون من قصر إلى قصر، ويبتذلون الغصون بجنىً وهصر، ويتوقّلون [2] في تلك الغرفات، يتعاطون الكؤوس بين تلك الشّرفات، حتى استقروا بالروض من بعد ما قضوا من تلك الآثار أوطاراً، وأوقروا [3] بالاعتبار قطاراً، فحلّوا منها في درانك ربيع مفوّفة بالأزهار، مطرّزة بالجداول والأنهار، والغصون تختال في أدواحها، وتتثنى في أكفّ أرواحها، وآثار الديار قد أشرفت عليهم كثكالى ينحن على خرابها، وانقراض أطرابها [4] ، والوهي بمشيدها لاعب، وعلى كل جدارٍ غرابٌ ناعب، وقد محت الحوادث ضياءها، وقلصت ظلالها وأفياءها، وطالما أشرقت بالخلائف وابتهجت، وفاحت من شذاهم وأرجت [5] ، أيام نزلوا خلالها وتفيأوا ظلالها، وعمروا حدائقها وجنّاتها، ونبّهوا الآمال من سناتها، وراعوا الليوث في آجامها، وأخجلوا الغيوث عند انسجامها [6] ، فأضحت ولها بالتداعي تلفّع واعتجار، ولم يبق من آثارها إلا نؤيٌ وأحجار، قد وهت قبابها، وهرم شبابها، وقد يلين الحديد، ويبلى على طيّه الجديد، فبينما هم يتعاطونها صغاراً وكباراً، ويديرونها أنساً واعتباراً، إذا برسول المعتمد قد وافاهم برقعة مكتوب [7] فيها:
حسد القصر فيكم الزهراء ... ولعمري وعمركم ما أساء

[1] ك: خدها ونهدها.
[2] ك: وينتقلون.
[3] دوزي: ووفروا. وفي ك ق ط ج: ووقروا.
[4] ك: أترابها وأطرابها.
[5] ك: وتأرجت.
[6] ك: في انسجامها.
[7] مكتوب: سقطت من ك؛ ط: فيها مكتوب.
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني    جلد : 1  صفحه : 624
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست