نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 346
فهزموهم بعد مقام صعب، ثم جاءت العساكر مدداً من قرطبة فقاتلهم المجوس، فهزمهم المسلمون وغنموا بعض مراكبهم وأحرقوها، ورحل المجوس إلى شذونة فأقاموا عليها يومين، وغنموا بعض الشيء، ووصلت مراكب عبد الرحمن إلى إشبيلية فأقلع المجوس إلى لبلة، وأغاروا وسبوا ثم إلى باجة ثم أشبونة، ثم انقطع خبرهم حين أقلعوا من أشبونة، وسكنت البلاد، وذلك سنة ثلاثين، وتقدّم عبد الرحمن بإصلاح ما خربوه من البلاد، وأكثف حاميتها.
وفي سنة إحدى وثلاثين [1] بعث العساكر إلى جليقية فدوّخوها، وحاصروا مدينة ليون ورموها بالمجانيق، وهرب أهلها عنها وتركوها، فغنم المسلمون ما فيها وأحرقوها، وأرادوا هدم سورها فلم يقدروا عليه، لأن عرضه كان سبعة عشر ذراعاً، فثلموا فيه ثلمة ورجعوا.
ثم أغزى عبد الرحمن حاجبه عبد الكريم في العساكر إلى بلاد برشلونة، فعاث في نواحيها وأجاز الدروب التي تسمّى البرت إلى بلاد الفرنجة فدوّخها قتلاً وأسراً وسبياً، وحاصر مدينتها العظمى جرندة، وعاث في نواحيها، وقفل.
وقد كان ملك القسطنطينية من ورائهم توفلس [2] بعث إلى الأمير عبد الرحمن سنة خمس وعشرين بهدية يطلب مواصلته ويرغّبه في ملك سلفه بالمشرق من أجل ما ضيق به المأمون والمعتصم حتى إنّه ذكرهما له في كتابه له وعبّر عنهما بابني مراجل وماردة، فكافأه الأمير عبد الرحمن عن الهدية، وبعث إليه يحيى الغزال [3] من كبار أهل الدولة، وكان مشهوراً في الشعر والحكمة، فأحكم [1] ابن عذاري 2: 132. [2] توفلس: (Theophilus) . [3] سيترجم له المقري؛ وهنا يذكر المقري نقلاً عن ابن خلدون خبر سفارته إلى القسطنطينية، وأطنب ابن دحية في تفصيل سفارته إلى بلاد المجوس، ولعل تعاقب النصين هو منشأ الوهم حول هذه السفارة. راجع المطرب: 125 - 141 (وانظر ترجمة الغزال في الجذوة: 351، وبغية الملتمس رقم: 1467، والمغرب 2: 57 ودراستي عنه في تاريخ الأدب الأندلسي: 111) ، وقد كتب عن سفارته عدة دراسات آخرها كتاب: (The poet And The Spae - Wife، by W. E. D. Allen؛ London، 1960) .
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 346