نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 334
كان والله يا سيدي منك خرج ولم تشعر به من فرط فزعك، فاستظرف جوابها، وأغضى عن مواجهتها بمثل ذلك، وهذا من آفات المزاح.
ومن محاسنه أنّه أدار السور بقرطبة، رحمه الله تعالى.
[هشام بن عبد الرحمن]
وتولى الملك بعده ابنه هشام بعهد منه إليه، وأمّه أم ولد اسمها حلل [1] ، وأفضى إليه الملك وهو بماردة والٍ عليها، وكان أبوه يوليه في صباه ويرشحه للأمر، وكان الداخل كثيراً ما يسأل عن ابنيه سليمان وهشام، فيذكر له أن هشاماً إذا حضر مجلساً امتلأ أدباً وتاريخاً وذكراً لأمور الحرب ومواقف الأبطال، وما أشبه ذلك، وإذا حضر سليمان مجلساً امتلأ سخفاً وهذياناً، فيكبر هشام في عينه بمقدار ما يصغر سليمان [2] ، وقال يوماً لهشام: لمن هذا الشعر:
وتعرف فيه من أبيه شمائلاً ... ومن خاله أو من يزيد ومن حجر
سماحة ذا، وبرّ ذا، ووفاء ذا، ... ونائل ذا، إذا صحا وإذا سكر فقال له: يا سيدي لامرئ القيس ملك كندة، وكأنّه قاله في الأمير أعزّه الله؛ فضمّه إليه استحساناً بما سمع منه، وأمر له بإحسان كثير، وزاد في عينه. ثم قال لسليمان على انفراد: لمن هذا الشعر؟ وأنشده البيتين، فقال: لعلهما لأحد أجلاف العرب، أما لي شغل غير حفظ أقوال بعض الأعراب [3] ؟ فأطرق عبد الرحمن، وعلم قدر ما بين الاثنين من المزية.
ولمّا ولي هشام [4] أشخص المنجم المعروف بالضبي من وطنه الجزيرة الخضراء [1] ابن عذاري: جمال؛ والحميدي: حوراء. [2] انظر الحلة السيراء 1: 42. [3] ط: أقوال بغضاء العرب. [4] ابن القوطية: 64 والمقتطفات (الورقة: 82) .
نام کتاب : نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب - ت إحسان عباس نویسنده : المقري التلمساني جلد : 1 صفحه : 334