نام کتاب : نظم اللآل في الحكم والأمثال نویسنده : فكري، عبد الله جلد : 1 صفحه : 43
وما كُلّ من قال قولاً وفى ... ولا كل من سيمَ خسفا أبى
ليس كل من قال وفياً، وليس كل من سيم الضيم حراً يأبى الذل والظلم.
وما كلّ هاوٍ للجميل بفاعلٍ ... ولا كلّ فعالٍ له بمتمّمِ
ليس كل من يهوى فعل الجميل يفعله، وليس كل من يفعل الجميل يتممه ويكمله.
وما كمَدُ الحسادُ شيءٌ قصدته ... ولكنّه من يزحمِ البحرَ يغرقِ
لقد أصاب الحزن والكمد حسادي، ولم أرد ذلك، ولكنهم هم الذين تعرضوا ليس، ومن يزاحم البحر لا بد أن يغرق فيه.
وما منزلُ اللذات عندي بمنزلٍ ... إذا لم أبجل عنده وأكرّم
إني أرفض المنزل الذي أجد فيه لذتي، ولا أحقق فيه كرامتي.
وما هداكَ إلى أرض كعالمها ... وما أعانك في حزم كعرّام
لا يهديك في أرض إذا نزلتها إلا العارف بها، ولا يعينك في أمرك إلا الشجاع المقدام.
وما ينفعُ الأصل من هاشمٍ ... إذا كانت النفسُ مِن باهله
ماذا ينفع النسب إذا لم ينفع الأدب
وما يوجعُ الحرمانُ من كفّ حازمٍ ... كما يوجع الحرمان من كفّ رازق
إذا حرمك من تعودت حرمانه لم تتألم، ولكن الذي يؤلمك هو حرمان من تعودت عطاءه.
ومكائد السفهاء واقعة بهم ... وعداوة الشعراء بئس المقتنى
السفيه يقع في كيده، وبئس ما يكسب الناس من عداوة الشعراء.
ومن البلية عذلُ من لا يرعوي ... عن غيّه وخطابُ من لا يفهمُ
لومك من لا يردعه اللوم، وكلامك لمن لا يفهم الكلام، بلاء ما بعده بلاء.
ومَن تَعرّض للغربان يزجرُها ... على سلامتها لا بدّ مشؤوم
الغربان مشئومة فإذا تعرضت لها تطلب سلامتها، كنت مشؤوما مثلها.
ومَن تكنِ الأسدُ الضّواري جدوده ... يكن ليلُه صُبْحاً ومطعمه غصبا
من كان جده أسداً صار ليله صباحاً وصار طعامه افتراساً.
ومَن جهلت نفسه قدرهُ ... رأى غيره منه ما لا يرى
من لا يعرف نفسه عرفه الناس.
ومن حضر السماع بغير قلبٍ ... ولم يطرب فلا يلم المغنّي
من سمع الغناء وهو مشغول القلب فلم يطرب فليلم نفسه، ولا يلومنّ المغني.
ومَن دَعا الناسَ إلى ذمّه ... ذموه بالحق والباطل
من قام بالأفعال المعيبة فكأنه يدعو الناس إلى ذمه، فلا يلمهم إن ذمّوه بما هو حق وبما هو باطل.
ومَن ذا الذي ترضى سجاياه كلّها ... كفى المرء نبلاً أن تعدّ معايبه
مَنْ مِنَ الناس خال من العيوب؟ حسب الإنسان من النبل أن تعد هذه العيوب فيه.
ومَنْ ركبَ الثورَ بعد الجوادِ ... أنكرَ أظلافَهُ والغبَبْ
من ركب الثور بعد الحصان عرف الفرق بينهما، في الحوافر ولحم العنق.
ومنْ عادة الأيام أن صروفها ... إذا ساءَ منها جانبٌ سرّ جانبُ
عادة الأيام أن تسوء حينا وتسر حينا
ومن كلّفته النفسُ فوق كفافها ... فما ينقضي حتّى الممات عناؤهُ
من طمع بغير الكفاف تعب
ومَن لم يُصانع في أمورٍ كثيرةٍ ... يُضرّس بأنيابٍ ويوطأ بمنسم
عليك أن تغض الطرف عن بعض الأمور وإلا أكلك الناس بأضراسهم وداسوك بأقدامهم.
ومَن يوف ولا يذمم ومن يهد قلبُه ... إلى مطمئنّ البرّ لا يتجمجم
الوافي بالعهود محمود، والمهتدي إلى الصواب فصيح، لا يتردد في كلامه.
ومن يجعل المعروفَ من دون عرضه ... يفره ومن لا يتق الشتمَ يُشتمِ
من قدم معروفه صان شرفه ومن فعل ما يستحق عليه الشتم شتمه الناس.
ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخل بفضله ... على قومه يستغن عنه ويذمم
من كان صاحب فضل فضن به على أهله استغنى أهله عنه وشتموه.
ومن هابَ أسبابَ المنايا ينلنه ... وإن يرقَ أسبابَ السّماءِ بسُلّم
من خاف الموت مات ولو صعد إلى السماء.
ومن لايزلْ يستحملُ الناسَ نفسه ... ولا يغنها يوماً من الدهر يسأم
من عاش عالة على الناس ولم يستغن عنهم سئموه وأبعدوه.
ومن يجعل المعروف في غير أهله ... يكنْ حمدُه ذماً عليه ويندمِ
من جعل المعروف في غير من يستحقه ندم.
ومن يعصِ أطرافَ الزّجاج فإنه ... يطيعُ العوالي ركّبتْ كلّ لهذَمِ
من ترك الشر القليل وقع في الشر الكثير، مثل من يخاف قائم الرمح فيقع في سنانه.
نام کتاب : نظم اللآل في الحكم والأمثال نویسنده : فكري، عبد الله جلد : 1 صفحه : 43