نام کتاب : نظم اللآل في الحكم والأمثال نویسنده : فكري، عبد الله جلد : 1 صفحه : 39
وحدَةُ العاقلِ خيرٌ ... من جليسِ السّوءِ عندَه
وحدتك خير لك من جليس السوء
وحيدٌ من الخلانِ في كلّ بلدةٍ ... إذا عظُم المطلوبُ قلّ المساعدُ
أنا وحيد في كل بلدة أحلّ بها، وكذلك كل من عظمت مطاليبه قل أعوانه.
وخانَ الزمانُ أبا مالكٍ ... وأيّ امرئٍ لم يخنه الزّمانُ
اطمأن أبو مالك إلى الزمان فخانه والدهر يخون الناس جميعاً.
وخَلّ زياً لمَنْ تحقّقه ... ما كلُ دامٍ جبينُه عابدْ
فلان يلبس لباس الاتقياء ويعمل عمل الأشقياء فليترك زيه لمن يؤدي حقه كما أن عمل الأشقياء فليترك زيه لمن يؤدي حقه كما أن كل من دمى جبينه وتشقق فليس من الضروري أن يكون من المصلين والعبّاد.
وخَلّ عنانَ الحادثات لوجهها ... فإن عتابَ الحادثات عناءُ
اترك الدهر يفعل ما يشاء ولا تعاتبه، فعتابه لا جدوى منه.
وخيرُ حال الفتى في القول أقصدها ... بين السبيلين لاعي ولا هذر
خير أحوال الإنسان الوسط فلا يكون ثرثاراً ولا عييا
وربما ضحك المكروبُ من عجبٍ ... السنّ تضحكُ والأحشاء تضطرم
ربما ضحك الحزين وفي قلبه نار
وربما فات بعضَ الناس أمرُهمو ... مع التأني وكان الحزمُ ولو عجلوا
قد تؤدي الأناة إلى الخيبة، وقد يكون الحزم في العجلة.
وربما فارقَ الإنسانُ مهجته ... يومَ الوغى غير قالٍ خشية العار
ربما فارق الإنسان حياته رغم حبه لها، خوف أن يناله العار.
وربما قالت العيون وقدْ ... يصدُق فيها ويكذب النظر
قد تقول العيون فتكذب أو تصدق
ورثناهم منازلهم فزالوا ... وأيّ نعيم دنيا لا يزولُ
لقد باد من قبلنا وورثنا منازلهم، وأي نعيم يبقى؟
وزارَ بي دونَ الملوك تحَرّجٌ ... إذا عنّ بحرٌ لم يجزْ لي التّيَمُمُ
لقد زرتك وتركت الملوك الآخرين لأنك أعظمهم، ومن وجد البحرلم يجز له أن يتيم بالتراب.
وزن الكلامَ إذا نطقت فإنما ... يبدي عيوبَ ذوي العيوب المنطق
زن كلامك قبل النطق به، فالكلام يزين الناس أو يشينهم.
وشبهُ الشيء منجذب إليه ... وأشبهنا بدنيانا الطغامُ
الدنيا تحب اللئام لأنها لئيمة، وكذلك كل إنسان يميل إلى شبيهه.
وشرُّ ما قنصته راحتي قنص ... شهبُ البزاةِ سواءٌ فيه والرّخمُ
أسوأ ما نلته في حياتي هذا الشيء الخسيس الذي يناله كل الناس كالصيد السهل الذي تستوي فيه الصقور والعصافير.
وطولُ مقامِ المرءِ في الحيّ مخلقٌ ... لديباجتيه فاغترب تتجدّد
مقامك في مكان واحد يفقدك رونقك واحترامك، فجدد نفسك بالسفر والرحلات.
وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةً ... على المرء من وقع الحسام المُهَنّدِ
ظلم القريب أقسى على النفس من ظلم الغريب، وكأنما هو ضرب السيف.
وعاجزُ الرأي مضياعٌ لفرصته ... حتى إذا فاتَ أمرٌ عاتب القدرا
العاجز تسنح له الفرصة فيضيعها بكسله ثم يقعد فيلوم القدر.
وعاقبةُ الصبر الجميل جميلة ... وأحسن أخلاق الرجال التفضلُ
الصبر الجميل له عاقبة جميلة، والخير أحسن ما يزين الرجال.
وعلاج الأبدان أيسرُ خطباً ... حين تعتلُّ من علاجِ العقولِ
علاج الأبدان أسهل من علاج العقول
وعينُ الرّضا عن كلّ عيب كليلةٌ ... ولكن عينَ السُّخطِ تبدي المساويا
المحب لا يرى عيب حبيبه، والمبغض يرى عيوب من يبغضه.
وغيرُ تقيّ يأمر الناس بالتقي ... طبيبٌ يداوي الناس وهو مريضُ
الشرير الذي يأمر الناس بالخير، مثل الطبيب المريض يداوي الناس ولا يداوي نفسه.
وفي تعبٍ من يحسدُ الشمس ضوءها ... ويجهد أن يأتي لها بضريب
من يحسد الشمس على نورها ويريد أن يأتي بمثلها يتعب نفسه دون طائل.
وقد قيلَ في مثلٍ سائرٍ ... خذُ اللّصّ من قبل أن يأخذك
المثل يقول: امسك اللص قبل أن يمسك بك.
وقد كان حسنُ الظنّ بعضَ مذاهبي ... فأدّ بني هذا الزمان وأهله
لقد كنت حسن الظن بالناس، وأما الآن وبعد التجربة، فقد عرفت أني أخطأت في حسن ظني بهم.
وقد يستغشُّ المرءُ من لا يغشه ... ويأمن بالغيب أمرأ غير ناصح
قد يشك الإنسان فيمن ينصحه ويأمن من يغشه.
نام کتاب : نظم اللآل في الحكم والأمثال نویسنده : فكري، عبد الله جلد : 1 صفحه : 39