نام کتاب : نظم اللآل في الحكم والأمثال نویسنده : فكري، عبد الله جلد : 1 صفحه : 24
إذا خرس المحب ولم يتكلم أمام حبيبه فهذا الخرس بلاغة ودلالة على حبه الشديد وقد تضر كثرة الكلام.
عيبُ الأناة وإن طابتْ عواقِبُها ... أن لا خلودَ وأن ليسَ الفتى حجَراً
الأناة طيبة، ولكن لها عيباً واحداً: هو أن الإنسان ليس خالداً حتى يصبر ويتأنى إلى ما لا نهاية، ثم إن هذا الإنسان مخلوق من لحم وعظم وعصب، ولا بد أن ينفعل ويتأثر، وليس هو حجراً أصم لا يتألم ولا يحس.
عيشٌ وملحٌ ولا خوفٌ يكدّرهُ ... أحلى من الشَّهد تخشى عندَه الخطرا
الخبز والملح تأكلهما في أمان واطمئنان خير من العسل تأكله في خوف وفي خطر.
عَينُ الفَتى لعقلِهِ دليلُ ... وعَقْله لذاتِهِ تَكْمِيلُ
العين ترشد العقل، والعقل كمال الإنسان.
حرف الغين
غالى بنفسيَ عِرفاني بقيمتِها ... فَصُنتُها عن رخيصِ القدْرِ مُبتذَلِ
معرفتي بقيمة نفسي جعلتها غالية عندي، ولذلك فأنا أصونها عن الرخص والابتذال.
غاضَ الوفاءُ فما تلقاهُ في عِدَةٍ ... وأعوزَ الصّدق في الأخبارِ والقَسمِ
لقد ذهب الوفاء حتى بالوعود، وذهب الصدق حتى في القسم.
غاضَ الوفاءُ وفاضَ الغدْرُ وانفرجَتْ ... مسافَةُ الخُلْفِ بينَ القولِ والعملِ
ذهب الوفاء وزاد الغدر واتسعت الفجوة بين أقوال الناس وأفعالهم.
غايظْ صديقَكَ تَكشِفْ عن ضمائرِهِ ... وتكشِفِ السَّترَ عن محجوبِ أسرارِ
إذا أردت أن تعرف حقيقة صديقكَ فأَثِرْ غضبه يتكشف ضميره.
غداً تُوفّى النفوسُ ما كسَبَتْ ... ويَحْصُدُ الزارعونَ ما زَرَعُوا
غداً تجازى النفوس بما فعلت، وغداً يحصد الزارع ما زرع من خير أو شر.
غدْرُ الزمانِ وغدرُ أهليهِ مَعاً ... قد جُرِّبا مِنْ سالفِ الأزمانِ
ليس غدر الزمان والناس جديداً وإنما هو قديم منذ وجد الإنسان والزمان.
غَدرتَ بأمرٍ كنتَ أنت دعوتنا ... إليه ورأس الشيمةِ الغدرُ بالعَهدِ
أنت الذي دعوتنا إلى عمل من الأعمال ثم غدرت بنا، وما أقبح الغدر.
غضبُ الكريمِ وإنْ تأجج نارهُ ... كدُخانِ عودٍ ليسَ فيه سَوادُ
إذا غضب الكريم حافظ على كرامته وكرامته مثل عود الندِّ إذا أحرق نشر طيبه ولم ينشر سواده.
غفْلةُ المرءِ عن دَواعي المعالي ... مِنْ دواعي تَخَلُّفِ الآمالِ
إذا تخلف الرجل عن العمل تخلف عن الأمل.
غُلُفٌ تَمْنوا في البيوت أمانِيا ... وجميعُ أعمارِ اللئامِ أماني
جلس هؤلاء الناس في بيوتهم وجعلوا يتمنون الأماني، فلم يدركوا إلا الأحلام.
غَنِيُّ النفسِ ما عمرَتْ غَنيُّ ... وفَقْرُ النفسِ ما عُمَرَتْ شَقاءُ
غنى النفس هو الشرف وفقر النفس هو الشقاء.
غِنى النفسِ ما يكفيكَ من سدّ حاجةٍ ... فإِنْ زاد شيئاً عادَ ذاكَ الغنى فقْراً
الغنى ما سد حاجتك الضرورية، وكل ما زاد عليها فهو الفقر.
غَنيّ بلا مالٍ عنِ الناسِ كلِّهِمْ ... وليسَ الغنى إِلا عَنِ الشيءِ لا بهِ
أنا أستغني عن الناس باستغنائي عن حاجاتي، والغنى الحقيقي عن الشيء لا بالشيء.
غَيَرَ اختيارٍ قبلتُ بِرّكِ بي ... والجوعُ يُرضي الأسودَ بالجَيفِ
لقد قبلت إحسانك مضطراً، والأسد يأكل الجيف إذا جاع.
غيرَ أنَّ الفتى يُلاقي المنايا ... كالحاتِ ولا يُلاقي الهَوانا
إن الرجل الشريف يلقى الموت الأسود، ولا يقبل بالذل والهوان.
غيرَ مُجدٍ على الفتى طلبُ المَج ... دِ إذا لَمْ يكنْ لهُ تَوفيقُ
ما جدوى العمل إذا لم يصاحبه التوفيق والنجاح؟
غيرُ مُجْدٍ في ملتي واعتقادي ... نَوْحُ باكٍ ولا ترَنُّمُ شَادي
نواح الباكين في المآتم، وغناء الفرحين في الأفراح سيان، لا هذا ولا ذاك مما يجدي ويفيد.
غيري تُلَفِّتُه تلك الخيالاتُ ... فهلْ لخطِّكَ فَوْقَ الماءِ إِثباتُ
غيري يغتر بالأوهام وهل يثبت الخط على الماء؟
حرف الفاء
فأتْمِمْ ما بدأتَ بهِ وأنعِمْ ... فما المعروفُ إِلا بالتَّمامِ
أتمّ معروفك، فالمعروف بتمامه.
نام کتاب : نظم اللآل في الحكم والأمثال نویسنده : فكري، عبد الله جلد : 1 صفحه : 24